تساعد ديوانيات كبار السن على إزالة الملل والإحساس بالفراغ، وتعوضهم عن ما يشعرون به من إغفال للمجتمع أو الإهمال الأسري والعزلة، وشجع نجاح ديوانية كبار السن في محافظة الحريق وفي بعض المحافظات على إنشاء المزيد منها في باقي أنحاء المملكة، حيث تولي وزارة الشؤون الاجتماعية هذا الجانب اهتمامها خاصة بالجانب الثقافي المتمثل في الكلمات التوجيهية المناسبة واستضافة الشعراء وأهل الرواية والأدب، بالإضافة إلى البرامج الصحية عبر برنامج الطبيب الزائر الذي يقدم لهم النصائح الطبية ويساهم في متابعة الضغط والسكر لمن يحتاج إلى ذلك. وتستهدف هذه الديوانيات فئات كبار السن وعابري السبيل، حيث تحرص على تقديم الرعاية الاجتماعية للمسنين والمتقاعدين، وتجديد نشاطهم وإعادة الحيوية إلى نفوسهم، وشغل أوقات المشاركين بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة، بالإضافة إلى تقوية أواصر الترابط الاجتماعي، وإتاحة الفرصة أمام المسنين للتعاون فيما بينهم وفتح المجال أمامهم لتبادل الخبرات واستثمار الطاقات. ويحرص كبار السن في محافظة الحريق على التواصل من خلال الديوانية التي تم إنشاؤها قبل ثلاث سنوات عن طريق لجنة التنمية الاجتماعية بالحريق وبدعم سخي من وزارة الشؤون الاجتماعية وعدد من رجال الأعمال بالمحافظة، حيث تفتح الديوانية أبوابها مرتين يوميا، منذ ساعات الصباح الباكر وحتى أذان الظهر، ثم من بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب. وأشاد عدد من كبار السن في محافظة الحريق بفكرة إنشاء الديوانيات في مناطق المملكة، وطالبوا من خلال «عكاظ» وزارة الشؤون الاجتماعية باهتمام أكثر بها وتوسيع انتشارها لتشمل أكثر من حي من أحياء المدن والمحافظات في المملكة. تحدث محمد بن شقران الشثري عن أبرز احتياجات الديوانية في الحريق، حيث أوضح أن من أهم الاحتياجات هو توفير وسيلة نقل لعدم وجود سائق خاص لكبار السن بسبب انشغال أبنائهم في أعمالهم، لافتا إلى الحاجة للمزيد من الديوانيات المشابهة في بعض المدن والأحياء خاصة بالعاصمة الرياض. أما ناصر بن محمد المسعد فأشاد بجهود القائمين على الديوانية، وأضاف بأنه يقضي جزءا كبيرا من وقته فيها وبأنه من رواد الديوانية ويحرص على التواجد فيها للاستئناس والترويح عن النفس، ويناشد المسعد وزارة الشؤون الاجتماعية ولجان التنمية في جميع المناطق بإيجاد أماكن مناسبة لكبار السن في الأحياء والاهتمام بهذه الشريحة وتوفير عوامل الجذب لهم لشغل أوقاتهم. وتحدث عبدالعزيز بن ناصر الهضيبي عن نجاح ديوانية الحريق وجذبها لأغلب كبار السن في أحياء المحافظة، مضيفا أنهم يعملون على كل ما يتعلق بتوفير سبل الراحة لآبائنا وأجدادنا رواد الديوانية، حيث قامت اللجنة باختيار موقع مناسب للديوانية في وسط السوق العام بمحافظة الحريق وتم تجهيز الموقع على أفضل طراز، إذ روعي في ذلك رغبات كبار السن حيث تم تجهيز الديوانية بأماكن مريحة للجلوس ومكان خارجي يستخدم للمشراق، كما تم إنشاء مطبخ ودورات مياه، بالإضافة إلى توفير عامل لخدمة كبار السن يقوم بتحضير القهوة والشاهي لهم مع الحرص على نظافة الموقع، مثنيا على جميع من ساهم ودعم الديوانية سائلا الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم، مشيرا إلى الجهود المبذولة من قبل اللجنة المختصة في البرامج الثقافية والطبية. استثمار الطاقات تستهدف ديوانيات كبار السن، فئة المسنين والمتقاعدين وعابري السبيل، وتحرص على تقديم الرعاية الاجتماعية لهم، وتجديد نشاطهم وإعادة الحيوية إلى نفوسهم، وشغل أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة، وإتاحة فرص التعاون فيما بينهم لتبادل الخبرات واستثمار الطاقات.