تتحول أمامك الطرقات في البدائع إلى بساتين خضراء على مد البصر وقبل أن تستفيق من بانوراما الخضرة تسافر عيناك في الآثار ذات اللون الترابي التي تعلن عن حضورها متحدية تصاريف الزمن، إذ أن البدائع تقبض على جمر التراث وتحافظ عليه، فضلا على أنها منطقة زراعية هامة. وإذا نظرنا إلى البدائع نجد أنها واحدة من محافظات منطقة القصيم الهامة بإنتاجها الزراعي وتتوسط المنطقة كما أنها تشغل حيزا متميزا، وتقع بين محافظتي الرس وعنيزة على بعد 23 كيلومترا منهما وتمتد على الضفة الجنوبية من وادي الرمة وتبعد عن مدينة بريدة (قاعدة القصيم) بمسافة تصل إلى 57 كيلا ويحد محافظة البدائع شمالا وادي الرمة ومن الجنوب قاع الخرماء ومن الغرب وادي النساء أحد روافد وادي الرمة وهو الحد الفاصل بين البدائع والرس، ومن الشرق كثبان رملية يطلق عليها (الخنقة) تفصل بين البدائع وعنيزة وتقدر مساحتها الإجمالية 1000 كم2، وقد سميت البدائع بهذه التسمية لأنها بلاد حديثة مبدوعة كما أشار إلى ذلك عبدالله محمد العبيد في كتابه عن البدائع ويضيف العبيد أنها نشأت في بداية الأمر على شكل مزارع وذكر الشيخ المؤرخ محمد العبودي «صيغة الجمع لبديعة بمعنى مبدوعة أي مبتدعة محدثة والأمر كذلك لأن البدائع سميت بهذا الاسم لكون آبارها ابتدعت ابتداعا ولم تكن آبارا عادية قديمة. وكانت تسمى (الجنبة) أي جنبة الوادي (وادي الرمة)». يقول الباحث عبدالله محمد العبيد صاحب كتاب البدائع واحة القصيم الخضراء عند الحديث عن نشأة البدائع يعود بنا التاريخ إلى ما قبل أربعة قرون أي حوالي عام 1000ه حيث نشأت الشبيبية وهي في الطرف الشرقي من البدائع وجزء منها وهي عبارة عن ست مزارع البديع والعودة والوسيطى والخريفية وسرا والموينعية، وقد بنيت فيها بعض البيوت الطينية الصغيرة. ويشير الباحث إلى أن البدائع كثيرة العشب والأشجار البرية وكثيرة الغضا، فكان الناس يأتونها من المدن المحافظات المجاورة كالخبراء والهلالية ورياض الخبراء والبكيرية فيأخذون منها العشب يعودون في المساء إلى مدنهم . وذكر الشيخ عبدالله النفيسه (حسب نفل الباحث) أن كبار الأهالي فكروا في تحديد معالم البدائع (بالترسيم) عام 1293ه تقريبا.. ويقدر عدد سكان البدائع ب(40 إلى 50 ألف نسمة) على الوجه التقريبي كانوا في السابق يسكنون البيوت الطينية وبعد الطفرة بدأت النقلة للبيوت المسلحة ويعملون بالتجارة والزراعة حيث البدائع منطقة زراعية خصبة ولهذا أطلق عليها واحة القصيم الخضراء كما اتجه بعض السكان إلى الوظائف الحكومية والقطاع الخاص، ويقول الباحث عبدالله العبيد بأن البدائع أخذ تسابق الزمن في التطور والازدهار حتى أصبحت من أهم من القصيم قياسا لعمرها القصير. مواقع تاريخية من المواقع التاريخية في البدائع «رامة» وهو عبارة عن موضعين من الرمل ومرتفعين وبينهما مسافة تصل 5 كيلومتر، «الخنقة» تقع شرق البدائع وقد نشأت عام 1000ه وتتكون من 6 مزارع سبق الإشارة لها. كما أن هناك الوادي، ويقصد به وادي الرمة، وتقع البدائع على ضفته الجنوبية وعلى امتداد 20 كيلومترا وله تأثير كبير في نجاح الزراعة بالبدائع.