شكلت السيارات الخربة المنتشرة في الكثير من الأحياء داخل جدة، معاناة للأهالي، بعد أن وجدوها بؤراً لممارسة وتداول المنكرات، مثل تعاطي المخدرات والخمور، عطفا على أنها أغراض لا يقربها أحد. فيما أكد عدد من الأهالي أنهم لمسوا مخالفات في تلك السيارات، التي يجهل أصحابها ما يدور داخلها، الأمر الذي يضعهم تحت طائلة العقوبات، مطالبين الجهات المختصة بسرعة رفعها بدلا من أن تحول أحياءهم إلى أوكار للتعاطي والرذيلة. ورصد عدد من سكان حي الصفا مجهولين يترددون على عدد من السيارات وفي أوقات مختلفة، حيث بين طارق مكي أنه أثناء عودته من العمل قبيل المغرب لاحظ عددا من المجهولين يتناوبون على الدخول لإحدى السيارات الخربة في دقائق معدودات، الأمر الذي يبرهن على استغلالها من قبل ضعاف النفوس، حيث يضعون أشياء ثم يأخذها آخرون. وأفاد سليمان الكثيري من (سكان حي الشعلة وسط جدة) أن تلك السيارات لم تعد كما كانت منتشرة في كل شارع بسبب سيل جدة، «وأثمن جهود البلدية في سحبها و لكن لا تزال هناك سيارات خربة في الشوارع ومنها في الأزقة ومنها في الطرق العامة» وتساءل لماذا لم يتم سحبها حتى الآن، حيث أنها تعد خطرا حقيقيا لكل من تسول له نفسه ارتكاب الجرائم، وأخص بالذكر تلك السيارات الكبيرة كالحافلات سواء الصغيرة أم الكبيرة، التي يستطيع الشخص أن يستغلها استغلالا خطيرا كمستودع صغير للمخدرات أو ممارسة الرذيلة فيها، وأرجو من أصحاب تلك السيارات الذين يمانعون في سحبها أن يهتموا بها ويحكموا إغلاقها والمحافظة على نظافتها حتى لا يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة. وأوضح الدكتور عبد العزيز النهاري المتحدث الإعلامي في أمانة جدة أن هناك لجانا خصصت لمتابعة تلك السيارات وهي من الأمانة والمرور والبحث الجنائي وتم سحب الكثير من السيارات الخربة من أحياء جدة ومن المدن الصناعية أيضا، وهناك آلية تتخذها تلك اللجان قبل سحب السيارات ومنها الملصقات التحذيرية التي يتم من خلالها التخاطب مع صاحب المركبة أنه لا بد عليه من سحب سيارته من الموقع في غضون أيام محددة، أو يتم إخطاره بأنه سوف يتم سحبها في فترة يتم تحديدها من قبل اللجنة المختصة. بيع المسحوبة أكدت أمانة جدة أن السيارات المسحوبة تودع في أحواش السيارات الخربة، لفترة زمنية محددة، وفي حال عدم السؤال عنها من قبل أصحابها في الفترة المذكورة، تتم الاستفادة منها اقتصاديا عبر تفكيكها وبيعها للمستفيدين.