تنبض في عمق الأحياء بعروس الشمال حائل الكثير من الإبداعات التي تتسرب إلى نافذة الشهرة وتغادر المدينة وتصبح ذكريات الحواري مثل زفات رياح منطفئة، ولكن النجوم الهاربة من الحواري سرعان ما تعود إلى ماضيها. وفي حواري حائل المترفة بالعفوية تشاهد في الأمسيات وفي الأصائل الكثير من الشباب الذين يحولون الميادين الترابية إلى ركض محموم وراء المجنونة، وبذلك يقتلون الوقت ويستثمرون طاقاتهم لساعات طويلة ويتعلمون تحمل الصعاب والتعاون في ما بينهم. ودورات الحواري العفوية تحظى بشعبية جارفة من سكان الأحياء ويحضرها جمهور كبير، ولعل ما يجعل دورات المجنونة أكثر بريقا حضور بعض الشخصيات المعروفة لمشاهدة هذه الدورات أما المحترفون فقد وجدوا ضالتهم في دورات الحواري حيث أصبحت لهم مصدر دخل آخر. «عكاظ» تجولت في عدد من حواري حائل والتقت بعدد من الأهالي الذين اوضحوا أن مثل هذه الدورات تستثمر طاقات الشباب وخاصة في العطل الدراسية، مؤكدين أن مثل هذه الملتقيات تصقل المواهب وتزكي روح المنافسة بين الشباب. وأوضح محمد الرشيدي أن الدورات «الحائلية» من الأهمية بمكان لأنها تعد من الفعاليات التي تبعد الشباب عن التدخين أو إدمان المخدرات كما أن صحبتهم للمجنونة تعلمهم حسن الخلق واحترام القرارات، وبذلك يستفيد آباء وامهات الشباب من دورات الحواري. ومن جانبه، أوضح سعيد الشمري أنه من عشاق مشاهدة دورات الحواري، وطيلة السنوات التي يأتي فيها للاستمتاع بإبداعات الشباب فإنه لم يشاهد أي مشكلة تحدث بين الشباب ما يؤكد أهمية مثل هذه الدورات. وعبر تامر الشيخ عن سعادته بمشاركته في هذه الدورات موضحا أن مصاحبة المجنونة تعلم الشباب الصبر وتحمل الصعاب.