بعد مضي عام كامل من المداولات استجابت محكمة الاستئناف لطلب والد الطفلة جمانة الضحية التي تعرضت إلى خطأ طبي منذ ولادتها وفقدت بسببه القدرة على الحركة وافقدها الوعي والإدراك، وقررت محكمة الاستئناف الإداري نقض الحكم الصادر مسبقا وإعادته مجددا إلى الهيئة الشرعية الأساسية لإعادة محاكمة المستشفى من جديد وتقرر عقد أولى الجلسات يوم الأحد الموافق 25/6/1434ه . وقال والد الطفلة الضحية ل «عكاظ» إنه طالب بنقض الحكم السابق والذي قضى بتعويضه بالدية بواقع 265 ألف ريال، وأضاف: ما يهمني هو معاقبة ومحاسبة المتسبب في ما حصل لطفلتي ومن ثم دق جرس الإنذار لبقية المستشفيات للتوقف عن التلاعب والإهمال بحياة أطفالنا والتعامل مع المرضى كحالات إنسانية وليس كمصادر اقتصادية، يريدون أن يكسبوا من المريض قدر ما يستطيعون وعند خطأهم لا يلتفتون أو يهتمون بهذا المريض فقط المريض وأهله وحدهم من يتحمل الألم والتكلفة، أي منطق وأي عقلية هذه؟ وأضاف: كم أتمنى أن أرى هذا المستشفى مغلقا ولو لدقيقة واحدة فقط كنتيجة لهذا الإهمال والكذب والألم الذي عشته وأعيشه بسببهم. وقال والد جمانة مختصرا قصتها التي تابعتها «عكاظ» إن طفلته التي تبلغ اليوم 8 سنوات من العمر ومن المعاناة، ولدت في مستشفى خاص وشهير في جدة وتعرضت عند الولادة إلى اختناق ونقص في الأوكسجين، واكتشف الأب بعد عدة أشهر بأن طفلته مصابة بضمور في خلايا المخ، وتقدم بدعوى قضائية ضد المستشفى والفريق الطبي وحصل على حكم ابتدائي يلزم الطبيبة في الحق الخاص بدفع نسب متفاوتة لست ديات شرعية وبما مجموعه 265 ألف ريال إضافة إلى إلزامها في الحق العام بدفع عشرة آلاف ريال لمخالفتها نظام مزاولة المهن الصحية وفق المادة الثلاثون. واعترض والد جمانة على الحكم واعتبره غير منصف لحال ابنته التي يتكبد مئات الآلاف حاليا لمتابعة حالتها الصحية، وطالب من خلال الاستئناف بتغريم المستشفى والفريق الطبي بما يوازي عشرين دية مع إلزامهم بتكاليف العلاج، واستجابت محكمة الاستئناف وقررت نقض الحكم وإعادته مجددا للنظر لوجاهة مطالب الأب، وأوضح والد جمانة انه يعيش حالة صعبة تزداد مع بكاء ابنته وآلامها ليل نهار، لا سيما أنها تحولت إلى جثة هامدة فهي لا تتحرك ولا تسمع ولا ترى فضلا عن تعطل العديد من المنافع بسبب الخطأ الطبي الذي ثبت أمام الجهة القضائية. وختم والد جمانة بالقول استند الحكم الذي نقض أخيرا إلى تقرير طبي صادر عن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية والمعد من استشاري الأمراض العصبية وتبين إصابة الطفلة الضحية بعجز مزمن شامل لوظائف القشرة المخية أثرت بشكل شديد على الوعي والإدراك وبنسبة 85 %، كما تعاني من شلل رباعي بنسبة 90 % بالإضافة إلى فقد السمع بنسبة 75 % مع فقد للبصر بنسبة 90% بالإضافة إلى فقد القدرة على الكلام بنسبة 100% كما تبين أنها تعاني من تشنجات عصبية كهربائية بنسبة 30 %، وأدان الحكم اجراءات المستشفى المعالج وعدم إحضاره لملف الطفلة، وانتهى منطوق الحكم بالزام الطبيبة المعالجة في الحق الخاص بدفع دية المنافع لوالد الطفلة جمانة وقدرها 265 ألف ريال حسب التقارير التي بينت الاضرار التي اصابت جمانة سواء في المخ وبنسبة 85% ، ومنفعة اليدين 90% ومنفعة الرجلين 90%، والسمع 75%، والبصر 90%، والكلام 100%. وحصلت «عكاظ» على لائحة الاستئناف التي قدمها والد جمانة الى محكمة الاستئناف، وتتضمن اعتراضه على الحكم والمطالبة ب 20 دية بسبب تعطل 20 منفعة للطفلة جمانة إضافة الى مطالبته بتعويضه بخمسة ملايين ريال عن الأعباء المادية التي لحقت به وأسرته على علاجها فضلا عن مطالبته بالتشهير باسم المستشفى والأطباء ليكونوا عظة وعبرة.