لا أحد ينكر التاريخ الجميل للخطوط الجوية العربية السعودية، حيث شكلت في فترات سابقة أسطولا جويا ضخما ومتميزا وما تبع ذلك من إنجازات مختلفة مما يشار إليها بالبنان لا من حيث جودة الأداء وتميز في الخدمة أو دقة ومنهجية في الصيانة أو جودة في التموين (التغذية) أو دقة في المواعيد أو توفر في المقاعد أو انخفاض في أسعار التذاكر. أما الآن وللأسف فحدث ولا حرج ترد في الخدمة وتأخر في المواعيد وصعوبات شديدة في الحجز وتدن في مستوى الصيانة وزيادة كبيرة في أسعار التذاكر حتى أصبح سعر التذكرة الداخلية للدرجة الأولى من جدة إلى الرياض على الخطوط السعودية يعادل تذكرة سياحية من جدة إلى نيويورك على إحدى طائرات الخطوط الأجنبية بالإضافة إلى جهل عدد من الموظفين بالنظام الآلي الجديد للحجوزات وملحقاته وربما يرجع إلى قلة التدريب وقصر فترة التحول من النظام القديم إلى النظام الجديد. وكما أصبح شبه مألوف وأنت على متن الطائرة أن تجد كرسيا شبه مكسور أو طاولة أكل مائلة أو مخرج سماعات لا يعمل أو أزارير التحكم بالكرسي لا تعمل وفي أحيان أخرى تفاجأ بانفتاح درج تخزين الأمتعة الذي فوق رأسك. ومن الأمثلة والمواقف الحية ما حصل للرحلة رقم (1031) من الرياض إلى جدة في تأخير موعد إقلاعها يوم الجمعة 27 ربيع الأول حيث كان من المفترض إقلاعها الساعة الثانية عشرة ظهرا ولكنها لم تقلع إلا بعد الساعة الثانية والنصف ظهرا وتكرر نفس الشيء لنفس رقم الرحلة الأسبوع الماضي، حيث لم تقلع إلا الساعة الرابعة والنصف عصرا وزد على ذلك تم تحويل ركاب درجة الأفق إلى الدرجة السياحية نظرا لتغيير الطائرة. الخطوط السعودية مطالبة بتقييم أدائها ومعالجة مشاكلها ومعرفة مدى رضاء العملاء وبلورة ذلك في حلول إيجابية تدفع نحو تجويد العمل وتحسين الإنتاجية. لقد أحسنت هيئة الطيران المدني عندما منحت مؤخرا تراخيص لشركات أخرى كناقل جوي داخل المملكة حتى تضع (غصب ون ولا غير) في وجه المنافسة والتحدي ويحق لنا أن نقول بعد ذلك في الميدان يا (خطوطنا السعودية). [email protected]