كرم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مجموعة من المواطنين أعادوا قطعا أثرية للهيئة العامة للسياحة والآثار، هم عبدالمجيد بن محمد الخريجي، شديد بن تركي العنزي، أحمد محمد آل مسعود، محمد معوض النزاوي، الدكتور عوض بن علي الزهراني، على عبدالعزيز السعيد، أحمد عبدالله الحريقي، وعبدالقادر عبدالرحمن نوح، وذلك في محافظة العلا البارحة الأولى عقب حفل افتتاح المؤتمر الأول للآثار والسياحة بالمحافظة. وثمن أمير منطقة المدينةالمنورة مبادرة المواطنين التي تجسد وعيهم بأهمية الآثار وضرورة حفظها في مكانها الصحيح لإجراء الدراسات البحثية عليها، معربا عن تقديره لكل من ساهم في ذلك. من جهة أخرى، تواصلت، أمس، في محافظة العلا فعاليات المؤتمر الأول للآثار والسياحة، الذي تنظمه جامعة طيبة، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وشهد حفل افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة. وقدم الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب (من كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود)، في الجلسة الأولى ورقة بعنوان نقوش نبطية جديدة من موقع سرمداء تتضمن دراسة ل (67) نقشا نبطيا عثر عليها على واجهة لجبل يقع في موقع يعرف محليا باسم «سرمداء»، الواقع شمال محافظة العلا باتجاه تيماء، واستعرض المضامين اللغوية والتاريخية والاجتماعية التي أبرزتها المجموعة. ومن جهته، أشار الدكتور سامي محمد زلط (من فرع جامعة طيبة بالعلا) في ورقته «الرسوم الصخرية للحيوانات في العلا» إلى أن الرسوم الصخرية بشكل عام ورسوم الحيوانات بشكل خاص لم تلق العناية الكافية من الاهتمام، بالرغم من الكم الهائل والمتنوع لتلك الرسوم التي تحكي تاريخا حافلا لحضارات ازدهرت وشاركت في صناعة التاريخ البشري في منطقة هامة من مناطق العالم وهى شبه الجزيرة العربية، مضيفا أن محافظة العلا تمثل محطة هامة في هذا الإطار؛ لأنها تحتوي على مواقع أثرية عالمية، واستعرض التهديدات التي تواجه تلك الرسومات مقترحا بعض الحلول لمعالجتها. وتناول كريستين جوليان روبين (من فرنسا) في الجلسة الثانية في ورقته «الممالك بشبه الجزيرة العربية» الفترات المتأخرة لجميع ممالك الجزيرة العربية، وسمات هذه الممالك وعناصر قوتها وطبيعة العلاقات الاجتماعية والسياسية من خلال الأدلة المتوافرة التي تشير إليها. وأوضح الباحث الدكتور محمد مرقط (من جامعة هايدلبرغ في ألمانيا) في ورقته عن «الشعائر الدادانية اللحيانية» أن الحفريات الأثرية التي تقوم بها جامعة الملك سعود في العلا والاكتشافات الأثرية التي أظهرتها تعطي صورة واضحة عن أحد أهم المراكز الحضارية في الجزيرة العربية قبل الإسلام، مشيرا إلى أن مملكة لحيان طورت هويتها الحضارية الخاصة، وحافظت على خصوصيتها، ومن أهم سماتها الكتابة والقلم الداداني اللحياني المتميز، وقال: «منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد إلى القرون الأولى الميلادية كتب أهل هذه الديار بقلمهم الخاص المئات من وثائقهم التاريخية، والكثير منها تحتوي على معلومات دينية، وهي في معظمها ذات طبيعة نذرية، وتذكر كثيرا القرابين التي قدمت لإرضاء الآلهة، ووثقت طقوسا دينية كالحج». وفي ختام فعاليات اليوم الأول للمؤتمر عقدت ورشتا عمل، ناقشت الأولى (الفخار القديم فخار شمال غرب المملكة القديم: مدلولاته الحضارية والزمنية)، وتضمنت محاورها تاريخ البحث ونوعيته ومصداقية التصنيف والأبعاد الزمنية والحضارية والأدلة الطبقية والمقارنة والعناصر الزخرفية والأشكال المميزة، وطرحت ورشة العمل الثانية موضوع (الاستثمار السياحي).