لم تواكب الرحلات الجوية النمو المتسارع لمدينة عرعر التي تعد أبعد مدن المملكة جغرافيا حيث يفصلها أكثر من ألف كيلو متر عن العاصمة الرياض، فيما تتجلى بروعة أجوائها وجمال موقعها الحدودي الذي يترك انطباعا جيدا لدى المسافرين باتجاه الأردن وسوريا وتركيا كونها البوابة الأخيرة للمملكة في هذا الاتجاه. ولم يشفع لعرعر كونها مدينة تجلب استثمارات محلية منذ سنوات بسبب موقعها الاستراتيجي على مفترض طرق دولية، في توفير مكتب لتسيير رحلات إضافية على الخطوط السعودية، تلامس احتياجات عدد سكانها المائتي ألف نسمة، وذلك ما حير الأهالي الذين طالبوا أكثر من مرة بالنظر في قلة الرحلات من وإلى مدينتهم، دون جدوى. ويرى أهالي عرعر أن ضعف شكواهم وعدم وصولها إلى المسؤولين يعود إلى افتقاد منطقة الحدود الشمالية بأكملها إلى مكتب رئيسي للخطوط السعودية. يقول المهندس سالم العنزي والدكتور فهد العنزي إنهما يستغربان هذا الجفاء من ناقلهم الوطني في ظل صمت هيئة الطيران لحل مشكلة الطيران من وإلى عرعر مضيفين أنهما يواجهان مشكلات في حضور النشاطات والمؤتمرات في الرياضوجدةوالدمام بسبب قلة الرحلات والمجدولة بواقع رحلتين وأقل في اليوم باتجاه الرياض وخمس رحلات لمدينة جدة أسبوعيا وانعدامها باتجاه الدمام والقصيم، وأكدا أن أحد أهم مطالبهما يتمثل في افتتاح مكتب رسمي للناقل الوطني. أحمد الدهمشي وخالد المضياني وفيصل الصقري طالبوا برحلات لمدينة الدمام لخدمة الطلاب ومن منسوبي شركات التعدين والغاز والعاملين من أبناء المنطقة الشمالية ورحلات للقصيم لخدمة منسوبي الحرس الوطني، وأضافوا ليس من المعقول أن تنعدم الرحلات نهائيا للدمام والقصيم خصوصا أيام الأربعاء والجمعة ويوافقهم كل من فارس السويلمي وزعل العنزي وبشاير الرويلي مطالبين بمكتب للخطوط السعودية وجدول رحلات جديد بواقع 5 رحلات يومية للرياض ورحلتين لجدة ورحلة للدمام والقصيم، وذكر عدد منهم قصصا حدثت معهم بسبب شح الرحلات خصوصا من كان لديه مراجعة طبية ولم يتمكن من السفر وفات عليه الموعد. مطار عرعر الذي تم تحويله لمطار إقليمي تم تهيئته لاستقبال الطائرات الكبيرة والرحلات الدولية بعد مشروع التطوير الأخير لكن ذلك لم يشفع للمطار الإقليمي للاحتفال بالرحلات الدولية إذ لم يشهد المطار أي رحلة من هذا النوع.. ويعلق ماجد الشمري بأن موقع المطار في خارطة المطارات متميز جدا ومن المفترض البدء بتسيير رحلات دولية باتجاه الوجهات المطلوبة مثل تركيا والأردن ومصر والمغرب واندونيسيا وماليزيا، مضيفا أنه من الأجدر مراجعة خدمات مطار عرعر من حيث البنى التحتية والرحلات الداخلية والدولية والمكاتب التجارية المشغلة للناقل الوطني وتقييم خدمات تلك المكاتب ومدى الحاجة لافتتاح مكتب للخطوط السعودية، مؤكدا دهشة أهالي الحدود الشمالية من تجاهل الخطوط السعودية للمطالب المتكررة رغم جاهزية مطاراتهم في عرعر ورفحا وطريف. ننتظر الخليجية يتطلع الأهالي إلى أن تجد الخطوط الجوية الخليجية الفائزة مؤخرا لها مكانا في المنطقة الشمالية بعد جفاء الناقل الوطني.