نفذت وزارة الداخلية أمس حكم القتل قصاصاً في أقدم سجين في المملكة عبدالله بن فندي بن غازي الشمري «سعودي» لإقدامه على قتل المواطن معجب بن محمد بن مريزيق الرشيدي وذلك بضربه عدة ضربات بعصا غليظة على رأسه وأماكن متعددة من جسده أودت بحياته بسبب خلاف حصل بينهما. وبالقبض على الجاني أسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته وبإحالته إلى المحكمة العامة صدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه شرعاً والحكم عليه بالقتل قصاصاً وتأجيل استيفائه إلى بلوغ ورشد القاصر من ورثة القتيل واتفاقه مع بقية الورثة على إنفاذه، وصدق الحكم من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة، ثم ألحق أخيراً بصك الحكم ثبوت بلوغ ورشد القاصر ومطالبته مع بقية الورثة بإنفاذ القصاص بقاتل مورثهم وصدق ذلك من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة، وصدر أمرٍ سام يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعاً بحق الجاني المذكور، وقد تم تنفيذ حكم القتل قصاصاً بالجاني أمس بمدينة حائل بعد قضائه نحو 32 عاماً خلف القضبان. وبدأت قصة عبدالله بن فندي غازي السعيد الشمري عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره؛ عندما تسبب دخوله في شجار ثم مضاربة نشبت بينه وبين معجب الرشيدي إلى مقتل الرشيدي إثر تلقيه ضربة قاتلة بعصا غليظة، واقتيد وقتها إلى السجن. وبعد خمس سنوات من التقاضي صدر حكم بإدانة الشمري بجريمة القتل الخطأ، وألزمته بدفع الدية الشرعية لأسرة القتيل، قبل أن يفرج عنه. وبعد خروجه احتفل عبدالله بزواجه، لكن فرحته لم تدم طويلا؛ فبعد نحو عامين من زواجه ألقي القبض عليه من جديد، وأودع السجن، وأعيدت محاكمته بناء على طلب ذوي القتيل، وحكم عليه بالقصاص. وأسندت إدارة سجون حائل رئاسة العنبر المثالي في سجن حائل للشمري نظير الدور الذي أداه خلال فترة سجنه من حث عشرات السجناء على حفظ القرآن الكريم، وإقناع السجناء المدخنين بالإقلاع عنه؛ ما جعل معظم السجناء يحفظون القرآن الكريم، كما أن تميزه سلوكياً داخل السجن كان له تأثير بالغ في تحسن سلوك المئات من السجناء. يشار إلى أن قضية الشمري تحظى بتعاطف واسع في المملكة ودول الخليج، وقد شهدت لأهل خير عرضوا مبالغ ضخمة للعفو، في حين أمضى آلاف المواطنين صباح أمس أمام ساحة القصاص وأمام الشبكات الاجتماعية في انتظار خبر العفو، وتداولوا على نطاق واسع نداء لابنة السجين الشمري للإفراج عن القتيل.