تعايش طلاب مدارس الحفاير في مكةالمكرمة مع الغبار المتصاعد الذي تثيره معدات إزالة العقارات الواقعة في المنطقة المركزية التي تشهد مشاريع عمرانية هامة وكبيرة، حيث لجأوا إلى كمامات وقائية على أمل أن تحميهم من الأمراض الصدرية التي تنامت في أوساطهم لا سيما حالات الإصابة بمرض الربو. ولا تزال الدراسة مستمرة في هذه المدارس بالرغم من إخطار الشركات المنفذة للمشاريع، الجهات المعنية بضرورة إخلائها، غير أن إدارة التربية والتعليم نفت ل «عكاظ» أن تكون تلقت أي إشعار بالإخلاء بالرغم من استعدادها لتوفير البديل. «عكاظ» تواجدت أمس داخل قاعات الدراسة في ابتدائية شيبة بن عثمان الواقعة في الحفائر حيث تجري إزالة كافة المباني المحيطة بها، ووقف منسوبو المدرسة كما هو الحال في المدارس المجاورة يترقبون آليات الإزالة، وفيما يواصل نحو 300 طالب دراستهم وسط هذه الظروف اضطرت إدارة المدرسة لاستخدام كمامات وقائية من الغبار والتلوث البيئي الذي يسيطر على أجواء المنطقة حيث يمضي الطلبة يومهم الدراسي بنكهة الغبار الملوث. وحذر تربويون في المدرسة من تعرض الطلاب إلى خطر الغبار الناجم عن إزالة المباني المحيطة مما زاد من نسبة الغياب بسبب الأمراض المزمنة، إضافة إلى عمليات سرقة الكيابل التي حدثت بها، مما جعلها مكشوفة وتشكل خطرا ثانيا على طلاب تلك المدرسة. وشكا عدد من أولياء أمور الطلاب بسبب تدهور حال أبنائهم منوهين إلى حجم الأخطار التي تحدق بهم. وأشاد أولياء الأمور بدور المعلمين الذين قاموا وبإمكانيات محدودة بتوزيع بعض الوسائل الوقائية من الأغبرة وتلوث الهواء على الطلاب، حيث وفروا على نفقتهم الخاصة كمامات للحد من خطر التعرض للغبار. مساعد مدير عام التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة الدكتور طلال الحربي قال ل «عكاظ» معلقا على هذه المشكلة: «لا نرضى بمثل هذا الوضع مطلقا بين طلبة المدارس الذين هم أمانة في أعناقنا، والحقيقة أننا جاهزون لنقل المدرسة ومعها ثلاث مدارس أخرى في نفس المنطقة، حيث عملنا على تأمين مبان بديلة، لكن لم نخطر بعد بموعد الإزالة وقطع التيار الكهربائي، فالصورة لا تزال غير واضحة بالنسبة لنا، حيث إن الجهات المختصة تشعرنا بإزالة المباني في بعض المواقع ثم تعود لتتراجع عن ذلك وهذا غير منطقي، لقد عملنا على إعداد خطة متكاملة لكافة المباني المزالة والبدائل التي ستكون، ولكن لم نتلق بعد أي توجيهات حيال تلك المدارس». ووعد الدكتور الحربي بالوقوف شخصيا على المدرسة التي رصدتها «عكاظ»، وقال: «لا نرضى أن تتعرض حياة الطلبة للخطر والأمراض الصحية، ولم نتلق أي شكاوى رسمية من أولياء الأمور، ومع هذا أعدكم بالوقوف شخصيا غدا (اليوم) على هذه المدرسة والتأكد من مما نقلتموه لنا بأن الطلبة يدرسون بكمامات، فهذا وضع لا يمكن القبول به، علما بأننا سبق أن طلبنا من الشركات المنفذة للمشاريع بجوار المدارس أن يكون العمل خارج أوقات الدوام المدرسي الرسمي حفاظا على سلامة وصحة الطلاب».