تتبوأ المرأة أعلى السلم بالنسبة للفئات المستفيدة من إعانة حافز وبنسبة تصل إلى 80 في المائة من إجمالي العدد الكلي للمستفيدين من البرنامج، هذا التفرد جعل من المرأة أكثر قلقاً وخشية من توقف هذه الإعانة التي فتحت باب الأمل أمام العديد من العاطلات بين النساء، خاصة بعد ايقاف صرف الإعانة البالغة نحو 2000 ريال بشكل مبدئي للدفعة الأولى من المسجلين، إلا أن الآمال لا زالت تداعب الكثير من المستفيدات بتمديد فترة الصرف لعام آخر، في الوقت الذي اعتبر المختصون أن برنامج حافظ كشف الحجم الحقيقي لبطالة المرأة في المملكة. فشل حافز وأكد ل «عكاظ» عدد من المستفيدات، فشل برنامج حافز في توفير وظائف لهن بالرغم من مرور عام على انطلاقته، بعد أن اكتفى القائمون على البرنامج بصرف الإعانة فقط والتي يحسم منها مبلغ 200 ريال شهرياً في حال عدم زيارة الموقع، دون أن ينفذ البرنامج الدورات التدريبية التي وعد بها المستفيدات ومدتها أربعة اشهر بهدف تأهيل المستفيدين لدخول سوق العمل على حد قولهن. وقال سكينة ف، إحدى المستفيدات من البرنامج إنها استلمت مبلغ 800 ريال الشهر الحالي بعد الحسومات، ولا تعلم ماذا ستفعل الشهر المقبل بعد قطع الإعانة، وطالبت بتمديد صرف الإعانة خاصة للمطلقات والأرامل ولمن لديهن أطفال حتى تتاح لهن فرص التوظيف. من جهتها، قالت أم محمد، إنها في عقدها الثالث، وأنتظر الوظيفة منذ 12عاماً، وتضيف «بعد إعلان برنامج حافز سعدت كثيراً وقلت سأحصل أخيراً على وظيفة، إلا أن الآمال تبددت ومر عام من إعلان حافز دون ان أحصل على وظيفة، وأرجو من المسؤولين النظر في وضعنا بتوفير الوظائف أو عدم قطع الإعانة». باب الأمل وذكرت ريم العنزي، أن صندوق الموارد البشرية الزم المستفيدين من البرنامج بعد انقطاع المكافأة بالاستمرار في زيارة موقع الصندوق وتحديث بياناتهم الشخصية، ولا أدري ماذا يفيد زيارة الموقع وبيانات المستفيدين وكافة المعلومات لدى الصندوق، وأنا وإخوتي الثلاث غير متزوجات ووالدنا مسن، وكان حافز هو باب الأمل الذي فتح لنا، والآن أغلق بشكل نهائي، وقال «أناشد أصحاب القرار بأن ينظروا في أمر قطع حافز وليعلموا أن هناك من يعتبر ألفي حافز ثروة». من جهتها، ناشدت تغريد م، المسؤولين بإعادة النظر واستئناف صرف الإعانة، وقالت «ظروف زوجي المادية صعبة وجزء كبير من راتبه يذهب في تسديد الديون وأبناؤنا الأربعة في حاجة لمصاريف لا نستطيع تحملها، وأنا حامل ومع هذا أبحث عن وظيفة ومع هذا لم أوفق حتى الآن وكل ما أرجوه هو استمرار حافز أو توفير وظيفة يمكننا من خلالها التغلب على وضعنا المادي الصعب». وتروي أم خالد (أم لثلاثة أطفال) تجربتها مع حافز، وقالت كانت إعانة حافز مثل طوق النجاة الذي يلقى للغريق، وزوجي موظف ولكن تثقل كاهله الديون، ولا يبقى من راتبه سوى 1500 ريال لا تكفي إعاشة الأسرة في ظل الغلاء الذي نعيشه، فكان حافز الرزق الذي نزل من السماء وتحسن حالنا، وكنت أشتري من المبلغ ما يلزم أطفالي من ملابس ومستلزمات بعد ما كنت ارى الحرمان في أعينهم. وتستطرد أم خالد «مبلغ حافز ليس بالكبير، ولكنه أفضل من الحرمان، فأن يدخل عليك مبلغ شهري مهما كان قدره أفضل من أن تمر الشهور بلاشيء» وتضيف «مكفآت حافز ليست الهدف النهائي، فنحن في حاجة إلى وظيفة توفر لنا حياة كريمة تحفظ كرامتنا ونأمل أن يستمر الصرف حتى تتوفر الوظائف المناسبة خاصة في ظل الموازنة الكبيرة التي نستبشر بها خيراً، وأنا خريجة رياضيات من 10سنوات وتقدمت للحصول على وظيفة مناسبة دون جدوى»، وقالت «أسكن حالياً في شقة مكونة من غرفة وصالة وإذا توقف صرف الإعانة فهذه كارثة ومصيبة لا يحس بها الا المحتاجون امثالي». بوابة الفرج واعتبرت نوف ح، برنامج حافز ببوابة الفرج للعديد من الأسر المحتاجه والعاطلين عن العمل، وقالت «أنا إحدى المستفيدات من إعانة حافز ومتخرجة منذ خمسة أعوام، واستبشرت خيراً بهذه الإعانة التي حفظت لي ماء وجهي وأغنتني عن مد يدي لوالدي لأخذ المصروف». وأضافت «والدي لم يقصر معي ولم يتململ، ولكنني كان أملي تخفيف الحمل عنه أو حتى تجنيبه مصروفي الشخصي». وتتابع نوف «الحمد لله لست بتلك الحاجة ولكن اقول من واقع تجربة عشتها مع جيران لي، وهي أسرة مكونة من أربع بنات ووالدتهن وأخ خريج ثنوي وعاطل عن العمل كانوا في حالة لا يعلمها الا الله، وبعد إطلاق برنامج حافز حصلت ثلاث منهن على الإعانة انتعشت أحوالهم واستأجر الشقيق سيارة لتنقلات أفراد الأسرة، ولا أعلم ماذا سيحل بهم بعد توقف الإعانة ورجوعهم الى حالة الفقر والعوز التي كانوا يعيشونها». حرمان مادي إلى ذلك أكد عدد من الأخصائيين النفسيين، على أن غياب العنصر المالي يمثل إشكالية كبيرة على الفرد في قدرته تجاه التواصل مع الآخرين والاندماج معهم، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للمرأة، إذ ان حساسيتها لمواجهة المشكلات أعلى من الرجل، فمجرد تصور الحرمان المادي يشعرها بعدم القدرة والتكيف الاجتماعي، لأن المادة تشكل عصب الحياة. وأضافوا «المال في حد ذاته لا يعتبر أمانا، بقدر ما هو دعم لمواجهة المشكلات التي تعكر صفو الحياة، خاصة وأن قطاعا كبيراً من النساء في مجتمعنا تجاوزن سن ال40 ولا يعملن، ولهن احتياجات ومحاطات بمتطلبات الحياة. هذا وقد ألزم صندوق الموارد البشرية «هدف» المستفيدين من برنامج «حافز» الذين أمضوا 12 شهرا وتم قطع الإعانة المالية عنهم، بالاستمرار في زيارة موقع الصندوق، وتحديث بياناتهم الشخصية، خلال الفترة التي تردهم فيها الرسائل التذكيرية.