«ضعوا أنفسكم في مواقعنا»، ربما كانت تلك الرسالة التي أجمع عليها عدد من الشباب، التي وجهوها للوزراء لعلهم يشاركونهم همومهم ويتعرفون على واقع الحال الذي يعيشونه، ومعاناتهم من قلة الوظائف وتدني الرواتب وسيطرة العمالة الأجنبية على الوظائف الأفضل. هاني باحسن (جدة) اهبطوا على أرضنا وتلمسوا معاناتنا لوزير العمل يوجه الشاب فيصل البورنو برقية لوزير العمل، بعدما عانى كثيرا في البحث عن عمل يحقق له رغبته في تأسيس عش للزوجية، اعتبر أن الحل الأمثل في التعرف على حقيقة ما يمر به حاليا هو أن يقف الوزير في موقعه ليتعرف على معاناته من شح الوظائف: «إذا وقف معنا في هذا الموقع ونحن بلا عمل، لعرف الوزير أننا نعاني الأمرين، ولسارع في توفير الفرص الأنسب وبالعدد الكافي». ويعتقد وجدي خياط أنه لو أن كل وزير وضع نفسه مكان أي شاب يبحث عن بصيص أمل عن وجود شاغر وظيفي في أي مكان لما وجدنا هناك «تخمة» في قائمة الانتظار للباحثين عن عمل. لوزير الإسكان يرى ساري جمجوم أن معاناة الشباب لا تقتصر على العمل، بل تمتد إلى الإسكان: «فلو أن الوزير تعرف على حال الشاب في مقتبل أيامه لما كان هذا الأمر، ولا ننكر أنهم مروا بمرحلتنا ولكن التعداد في أيامهم يختلف عن حالنا اليوم إذ تضاعف التعداد وتقلصت الفرص في الحصول على مسكن ملائم، وبسعر مناسب، ولو عرف الوزير حال الشباب اليوم وما يعانونه من عدم امتلاك أراضي وغلاء إيجار الشقق، لسارع في البحث عن البديل المناسب لتوفير الاستقرار الأسري والنفسي للشباب». لوزير التجارة تعتبر أسيل الرفاعي، معاناة الفتيات في البيروقراطية التي تعرقلهن من أي عمل تستوجب تدخلا شخصيا من وزير التجارة: «فلو أنه وقف ليرى تلك المعاناة لما سمح لأحد أن يتجاوز الأنظمة، فالكل يرفع تقارير تظهر الأمور بأنها على خير ما يرام، فيما الحقيقة أن معاملاتنا في وزارة التجارة تتعرض للمماطلة والتأخير من منسوبي الوزارة الذين ربما كان لهم أشقاء وشقيقات يقاسمونهن نفس المعاناة، فلماذا طول الإجراءات، خاصة أننا نلجأ للوزارة هربا من طول الانتظار في البحث عن وظيفة من خلال العمل الحر لتوفير لقمة العيش، لكننا نجد الصعوبات في كل شيء». لوزير الصحة يدعو كل من حسام خالد ورامي الطويل وعبدالله منديلي، وزير الصحة إلى التعرف عن قرب على مشاكل وهموم الشباب خاصة الخريجين الذين يكدون في الدراسة وفي النهاية لا يجدون أي فرص وظيفية تناسب المؤهلات، فأين دور الوزير المباشر في توفير الشواغر والتي من السهل تخصيصها قياسا بعدد المقيمين الذين يتبوأون عشرات الآلاف في القطاع الصحي».