كشف محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص عن بعض السجايا والسمات الإدارية وسعة الأفق التي لمسها في الدكتور غازي القصيبي. وأوضح الغفيص في تصريح إلى "الوطن" أن القصيبي كان حريصا على بناء الشراكات الاستراتيجية وتوسيعها مع القطاع الخاص والتي أثمرت العديد من الاتفاقيات مع كبريات الشركات الوطنية والعالمية في المملكة الأمر الذي مكن من تدريب وتوظيف آلاف من الشباب من الجنسين والعمل على دعم نموهم الوظيفي والمهني في تلك الشركات. وأضاف الغفيص "كان الفقيد يحرص على حضور مثل تلك الاتفاقيات ويتأكد دائما بل ويطالب بضمانات وظيفية إضافية للمتدربين ويزداد حرصه أيضا على حضور حفلات تخرجهم ليقف عن كثب على طبيعة أعمالهم بل ويشاركهم عملهم فتارة نجده يشارك "نادل" المطعم السعودي عمله معتمرا قبعة الشيف الشهيرة وتارة يمارس عمل بائعي التجزئة فيشاركهم وزن "الجبن" و"الزيتون" وخدمة الزبائن إيمانا منه بشرف المهنة فقد كان يردد دائما مقولته الشهيرة :أنا فخور بأن أرتدي رداء العمل الشريف، فخور بأن أكون مع الشباب الشرفاء في عمل شريف لخدمة وطن نبيل.. يجب أن نكف عن الإشارة إلى أن هناك مهنا دونية ومهنا غير دونية". وبين الغفيص أن الدكتور القصيبي أمضى في إحدى جولاته 3 ساعات في خدمة زبائن مطعم للوجبات السريعة بمدينة جدة، وذلك خلال رعايته ليوم الضيافة السعودي الأول عام 2008 وأعلن القصيبي تحديد يوم 22 يونيو من كل عام "يوما للضيافة السعودي"، حيث تبنى فكرته التي يقوم صاحب العمل خلاله بخدمة الزبائن من خلال المنشأة التي يمتلكها مرتديا زي العاملين بها. وأضاف الغفيص "وفي جولة أخرى منح القصيبي نفسه منصب "مضيف فخري"، مشددا على شرف هذه الوظيفة وقيمتها بقوله: إن البداية دائما تكون متعبة وصعبة، ولكن بالمثابرة والاجتهاد والطموح ستتحقق للشباب أهدافهم، مثيرا تصفيق الحضور وهو يقبل رأس شاب سعودي يعمل مقدم طعام بمطعم في جدة، وهنأه على مثابرته وشجعه على هذا العمل". وأضاف الغفيص "والعبرة تغالبه" لا أنسى ذلك اليوم حين أعرب الفقيد لنا ولخريجي إحدى دورات التدريب المشترك مع القطاع الخاص عن اعتزازه بارتداء زي النادل وقال "إنه رداء لا يستحقه إلا من سعى لدراسته، وأنا أعتبره نوعا من الدكتوراه الفخرية". إلى ذلك وصف مدير توظيف السعوديين بمكتب العمل بجدة محمد إبراهيم جلال الفقيد القصيبي برائد "السعودة" وأحد قادتها ومحاربيها الأشاوس، مشيرا إلى أنه لا أحد ينكر الدور الكبير والبارز الذي قام به الفقيد تجاه الرفع من نسبة عدد الملتحقين السعوديين بوظائف القطاع الخاص. وأضاف جلال :أن القصيبي كان محاربا غيورا على أبناء بلده في سبيل الحصول على مصادر الرزق، فهو حارب بكل ما يملك من أسلحة في سبيل ذلك الهدف وهو القضاء على البطالة مستخدما قوة النظام القانونية التي يمتلكها كوزير تارة وبوجاهته وشهرته ومكانته المجتمعية تارة أخرى، فقد كان يلجأ إلى "المناشدات" الحبية عندما لا تسعفه قوة النظام تجاه أصحاب الأعمال فكان لها الأثر الأكبر في نفوسهم لفتح مجالات مختلفة أمام الشباب السعودي للعمل. واختتم جلال أنه بوفاته رحمه الله خسر منسوبو وزارة العمل زميلا وقائدا إداريا محنكا امتلك خبرته الواسعة وفلسفته في الإدارة من واقع المهام المختلفة التي أوكلت إليه من قادة بلادنا عن قناعة بأنه الرجل المناسب دائما.