منذ أن تساقطت الثلوج بمنطقة تبوك والباحثون عن البياض والثلوج يتجهون باتجاه طريق تبوك حقل، حيث منطقة علقان والظهر وجبال اللوز التي تحتضن الثلج كل عام، غير أن بهجة المطر والثلج أفسدتها كثرة الحوادث في ظل طريق مفرد ضيق وعدم وجود خدمات على الطريق وصعوبة وصول سيارات الهلال الأحمر السعودي لإنقاذ المصابين، تختلف الصور الدموية لكنها تتفق على أن طريق تبوك حقل هو المسؤول الأول وأن إدارة الطرق والنقل بتبوك لم تحرك ساكنا ولم تفكر في اعتماد طريق جديد رغم ميزانيات الخير التي تعلن كل عام. خمس وفيات وأكثر من 32 حالة إصابتها خطرة هم ضحايا حوادث جبل اللوز خلال خمسة أيام فقط أي منذ أن تساقطت الثلوج ترى مسؤولية من. عدد من المتابعين للحوادث التي وقعت على طريق الجبل، ومنهم محمد البلوي وخالد العطوي وسعد الفهيد وطلال العنزي وعلي الجعفري، أكدوا أن أحد أهم الأسباب تكمن في عدم اكتمال ازدواج طريق حقل تبوك كما أن الطريق المؤدي إلى الجبل طريق غير مزدوج مما تسبب في زحام السيارات الشديد وأدى إلى ارتفاع نسبة الحوادث المرورية فهو طريق مفرد وضيق وقديم وإدارة الطرق تعرف هذا الطريق جيدا، بالإضافة إلى عدم وجود الوعي الكافي من المواطنين الذين ليست لديهم دراية كاملة في قيادة مركباتهم في أجواء غير طبيعية فالوصول إلى قمة الجبل سهل ولكن الصعوبة أثناء العودة، حيث الاختناقات المرورية وعدم وجود التنظيم الكافي من رجال المرور الذي يتدخل متأخرا بعد أن يتحول طريق الجبل إلى كومة من السيارات المكدسة التي تريد النزول من الجبل جراء البرودة الشديدة. وأوضح محمد علي القصير أن جبل اللوز الذي يكون مقصدا لكل أبناء المملكة وحتى الخليج عندما تتساقط الثلوج على قممه ومنحدراته حيث الاستمتاع بأجوائه الشتوية الجميلة ولكن مؤخرا اتضحت مدى الحاجة لأن تقوم الجهات ذات الاختصاص لوضع تصور لتحويل ما يتاح من الجبل وسفوحه إلى منتجع وطني عام وتوسعة طرقاته وتنفيذ مواقف وساحات وزيادة أعداد الأشجار الممكن زرعها وإنشاء مواقع للخدمات الموسمية التي سوف توفر خدمة لائقة لمحبي تلك الأجواء الساحرة، بعد أن شاهدنا على مدار الأسبوع الماضي الازدحام وافتقاد الخدمات وغياب أي تخطيط مستقبلي حول الاستفادة من هذا الموقع السياحي. ويشير ناصر حسين الكردي إلى أن جبل اللوز تظهر أهميته في الشتاء حيث تتساقط الثلوج مما يجعل الأهالي يهرعون لمشاهدة الزائر الأبيض ولكن لا يدركون مدى الخطورة التي تعتريهم أثناء صعودهم للجبل وخاصة العائلات، فالخدمات مفقودة إضافة إلى تهور بعض السائقين وعدم تقيدهم بالتعليمات المرورية خاصة في أجواء تساقط الأمطار والثلوج، لذا نود من المسئولين الاهتمام بالطريق المؤدي إلى جبل اللوز مع توفير الخدمات اللازمة ليس في موسم الشتاء فقط ولكن حتى في الصيف ليتم الاستفادة من هذا الموقع طوال أيام السنة. فيما قال إبراهيم العرجان يجب على المواطنين أن لا يقحموا أنفسهم بالذهاب إلى هذه الأماكن التي لا يوجد بها خدمات فبدلا من أن تستمتع بهذه الأجواء الجميلة تعود بمناظر مؤلمة وحزينة من جراء الحوادث التي تشاهدها على طريق جبل اللوز، نحن بحاجة إلى تنظيم وإلى خدمات ووعي في كيفية الوصول إلى هذه الأماكن بعقلانية بعيدة عن التهور والتعامل مع هذه الأجواء المناخية بحذر ويقظة وانتباه. وقد بين مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة تبوك الدكتور محمد الطويلعي أن مستشفيات المنطقة استقبلت الأسبوع الماضي العديد من مصابي الحوادث المرورية على طريق جبل اللوز، حيث استقبل مستشفى حقل 32 حالة إصابة من بينها 5 وفيات، كما استقبل مستشفى البدع عائلة مكونة من خمسة أشخاص في حين استقبل مستشفىا الملك خالد والملك فهد بتبوك 40 حالة سجلت من بينها 4 وفيات. من جهته أوضح مدير عام الطرق والنقل بالنيابة بمنطقة تبوك محمد لطفي أبو صابر أن ازدواجية طريق حقل تبوك لا زال العمل جاريا فيها الآن على قدم وساق ونسبة الإنجاز جيدة. وعن الطريق المؤدي إلى جبل اللوز أكد أبو صابر أن هذا الطريق يخص وزارة الدفاع وإدارة الطرق والنقل بتبوك مسئولة عن أعمال الصيانة فقط ولا يحق لنا أن نقوم بعمل أي توسعة أو ازدواجية لهذا الطريق، معللا سبب الحوادث المرورية إلى سوء في التنظيم وعدم وعي المواطن في كيفية التعامل مع ظروف الأجواء المناخية.