عندما يداهمك المرض فذاك قدر الله ولا يملك بنو البشر إزاءه إلا الصبر، وعندما يداهمك الفقر فهذا شيء قد تحاول التعايش معه، لكن عندما يتخلى عنك الجميع وتظل تصارع الألم وحيدا دون معين فهنا تكون المأساة. في محافظة صبيا أسرة تعيش حالة من الألم تجاوزت المرض إلى الخطورة.. هناك حيث المنازل المكتظة لكنها لا ترحم أحدا في زمن يكاد يختفي أهل الخير، هناك في أحد الأحياء القديمة يوجد خلف الأبواب قصة ومعاناة تبدأ بالمرض وتنتهي بالجوع. فتحت الباب امرأة تعيش في العقد السابع من العمر، في الغرفة الأولى رجل طاعن في السن؛ منجحي محبوب محمد، تجاوز 100 عام، مصاب بالشلل. وفي غرفة أخرى تقودك إليها صيحات أنين لرجل آخر لا يقل عمرا عن الأول، مشلول أيضا لا يستطع الحركة لكن صوته يكاد يخترق جدران المنزل، إنه أحمد منصور مشبي. تقول أمينة منجحي: منذ سنوات لا أتذكرها وأنا أعيش مع المرض والآهات المتواصلة منهما أعرف أن شفاءهما يعد مستحيلا فكل شيء فيهما يدل على أنهما ودعا الدنيا، لكن حركات أعينهما لا تزال تنتظر مني أن أكون معهما، ورعايتهما خير لي وأجر، ورغم ذلك أرى كل شيء يزيد المعاناة. أعلم أن المرض من الله لكن ثمة أمورا زادت من معاناتي فلا يوجد لي دخل كي أتدبر شؤونهما، الفقر يكاد يمزقنا. وخلصت إلى القول: لم نستطع سداد فاتورة الكهرباء التي بلغت 13 ألف ريال ونعيش في الظلام، فزادت النكسة وتفاقم الألم ولم يعد لدينا شيء، وكأننا جميعا نستعجل الموت، لكن الظلام والجوع أشد من المرض.