بحث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مع مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي توم دونلون في واشنطن أمس، عددا من الموضوعات التي تهم العلاقات السعودية الأمريكية، بالإضافة إلى سبل زيادة مجالات التعاون بينهما في القضايا محل الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. كما التقى سموه ضمن زيارته الرسمية للولايات المتحدةالأمريكية، مدير مكتب التحقيقات الاتحادية (إف. بي. آي) روبرت موللر، ومدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس روبرت كلابر، كلا على حدة. واستعرض معهما مجالات التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها في مختلف المجالات. وحضر لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل بن أحمد الجبير وأعضاء الوفد المرافق لسموه. من جهة أخرى أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل بن أحمد الجبير البارحة الأولى حفل عشاء تكريماً للأمير محمد بن نايف، بحضور عدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية والكونغرس ورجال الأعمال ورؤساء المكاتب والملحقيات التابعة للسفارة السعودية. وأوضح الليفتينانت كولنيل فرانك سمولينسكي، الناطق باسم البنتاجون في تصريح ل«عكاظ» أن زيارة الأمير محمد بن نايف واشنطن ولقاءه الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاءت فى إطار التنسيق المشترك بين البلدين، فيما يخص السياسات الاستراتيجية والأمنية والسياسية. وأكد سمولينسكي أن الزيارة حققت أهدافها الاستراتيجية، مشيرا إلى أنها جاءت في ظل الظروف الجديدة التي يعيشها الشرق الأوسط. مبينا أهمية وضرورة تبادل وجهات النظر بين البلدين، لما لهما من دور وتأثير في القضايا المطروحة على الساحة الدولية. وأضاف أنه من الضروري أن تستمع واشنطن لوجهة نظر المملكة في العديد من القضايا التي تجري في المنطقة خاصة القضايا الأمنية، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الولاياتالمتحدة تعتبر وجهة نظر المملكة في العديد من القضايا السياسية والأمنية ذات أهمية بالغة. وقال الناطق باسم البنتاجون: «إن الولاياتالمتحدة قد تعدل من خططها عندما تتعرف على وجهات نظر أصدقائها في المنطقة بما يتسق مع أهمية الموضوعات التي تعتبر ذات طابع وأهمية مشتركة للبلدين». وأشار إلى أن ما يجري في سورية يهم كلا البلدين ناهيك عن التطورات الأخرى التي تشهدها بلاد المنطقة العربية والشرق أوسطية، خصوصا فيما يخص وجهة نظر المملكة في البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي بهدف وقف تطوير هذا البرنامج النووي. من جهته قال ريتشارد فالكنراث الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب وفي القضايا الأمنية بمجلس العلاقات الخارجية في العاصمة الأمريكية في تصريح ل«عكاظ» أن زيارة الأمير محمد بن نايف ولقاءه بالرئيس الأمريكي أوباما يعني أن التنسيق بين البلدين جار على أفضل المستويات فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وقضايا مكافحة الإرهاب. ورأى فالكنراث أن المملكة أوقفت العديد من عمليات إرهابية ليست في المملكة فحسب بل وفي بلاد أخرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، ما يؤكد على الثقة الأمنية التي توليها الولاياتالمتحدة للمملكة في هذا الشأن. أما الدكتور خليل جهشان الناشط العربي الأمريكي المتخصص في قضايا الكونجرس وأستاذ العلاقات الدولية السابق بجامعة ببرداين والرئيس السابق لجمعية العرب الأمريكيين، قال ل«عكاظ» إن الزيارة تأتي فى إطار العلاقات المتينة والتعاون المستمر بين الرياضوواشنطن بخصوص القضايا الأمنية. ويعتقد أن هذا الاجتماع بين الرئيس الأمريكي ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، قد شمل تبادل وجهات النظر خصوصا بالنسبة للأوضاع في الشرق الأوسط.