أجمل لقطة في مباراة الكويت والسعودية، والتي ودع فيها الأخضر البطولة بصحبة شقيقه اليمني، هي حركة الرمي بالسهم التي قام بها المهاجم الكويتي يوسف ناصر، وكأنه يقول لياسر القحطاني: انتهى زمانك ولم تعد قناصا، وإذا كتب الله لك عمرا وسجلت هدفا في يوم من الأيام فيمكنك أن تستخدم حركة (النباطة)!. والحقيقة أن زمن القحطاني لم ينته، بل المفترض أن يكون في قمة عطائه الكروي، خصوصا أنه لاعب لا يختلف على موهبته اثنان، ولكن قصة ياسر تجسد لنا مشكلة المنتخب السعودي بأكمله، بل مشكلة الرياضة السعودية بأسرها، فهذا اللاعب الموهوب تحول فجأة إلى (شيخ) يملك ملايين الريالات وعددا مهولا من المعجبين المتعصبين، فأصبح يعتزل اللعب الدولي متى شاء، ويعود إلى المنتخب متى شاء، ويتعامل مع نقاده بفوقية عجيبة لم نعرفها في ماجد عبدالله أو يوسف الثنيان أو محمد عبدالجواد. ياسر لم يصبح هكذا؛ لأنه إنسان فوقي بالأساس، بل على العكس من ذلك، فقد كان لاعبا رائعا مكافحا لا يهدأ له بال حتى يضع الكرة في الشباك، ولكنه وجد البيئة الرياضية كلها هكذا، فرعاية الشباب تتعامل بفوقية مع الأندية واللاعبين والجماهير، وإدارات الأندية تنظر إلى لاعبيها من فوق، بل وحتى اللاعبون فيما بينهم يتعاملون مع بعضهم البعض بفوقية قتلت روح الفريق، ثم جاء ريكارد وعرف أن (طاسة) هؤلاء القوم ضائعة فوقع معهم عقدا خياليا وربطهم بشرط جزائي مرعب، ثم تكبر عليهم وتعامل معهم بمنتهى الفوقية ولم يكلف نفسه حتى متابعة اللاعبين في الدوري، وكان في كل مباراة يختار أي 11 لاعبا والسلام، ثم يخوض المباراة تحت شعار (الراتب المليوني ماشي والشقق الثلاث موجودة واللي زعلان اليوم يرضى بكره)!. أما رعاية الشباب، فهي لا تكاد ترى شيئا لأنها في منطقة عالية جدا، فهي طوال تاريخها كانت تقصي المدربين في الوقت غير المناسب حتى وجدت نفسها أمام مشكلة حقيقية في العثور على مدرب للمنتخب، واكتشفت لأول مرة بأن المال لا يعني كل شيء بالنسبة للمدربين العالميين، وبدلا من أن تمنح الفرصة لمدرب وطني يصحح الأوضاع قامت بمضاعفة العرض بصورة مبالغ فيها، فجاءهم ريكارد ليؤمن مستقبله على حساب سمعة الأخضر، ولتخرج صحيفة ليكيب الفرنسية يومها بعنوان: (السعوديون ينقذون ريكارد من البطالة). والمثير أن رعاية الشباب اكتشفت خطأها الفادح بالتعاقد مع ريكارد منذ البداية، ولكنها لم تنه عقده؛ لأنها تريد أن تبيع علينا فكرة خيالية بأنها لا تتدخل في عمل المدربين ولا تقيلهم بعد الهزائم، فكانت تبرر هزائمه المتواصلة بأنه يبني منتخبا جديدا رغم أنه في النهاية عاد إلى العناصر نفسها التي كانت موجودة قبل مجيئه، وللأسف، كانت النتيجة النهائية خروج الأخضر من الدور الأول لتصفيات كأس العالم والدور الأول من كأس الخليج، وهذه حالة متردية لم يصل لها منتخبنا منذ حوالي 30 عاما، وكل عام وأنت بخير!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة