دعا إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين إلى نصره إخوانهم في سوريا ومد يد العون لهم ومساعدتهم وإغاثتهم، خصوصا في هذه الأيام التي يعيش فيها اللاجئون والهاربون من الحرب في خيام غطتها وجرفتها الأمطار والثلوج، فهم يعيشون في أجواء باردة قاسية كان الله في عونهم. وقال الشيخ صالح آل طالب، في خطبه الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: «إن العالم يعيش اليوم أحداثا كبرى وتحولات عظيمة فتن تموج به كقطع الليل المظلم، ونحن أمة دين ورسالة بين يدينا كتاب وسنة، فالكتاب هو القرآن الذي نزل منذ أربعة عشر قرنا، فهذا القرآن يوجه المسلمين لقضاياهم ويرشدهم إلى حلها، فهو يربط حاضر الأمة بماضيها». وأضاف «إن تعاقب الشدة والرخاء تكشف معادن النفوس وطبائع القلوب ودرجة الهلع فيها والصبر ومدى الثقة فيها بالله عز وجل». وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن أعداء المسلمين يحيكون الدسائس للإيقاع بين المسلمين وتفريق وحدتهم وشق صفهم وزعزعة الأمن بينهم ، مشيرا فضيلته إلى أن الصبر والتقوى هما سر النصر والانتصار على أعداء الدين وتطهير النفوس والسيطرة على الشهوات والحث على الصدقات وتطهير النفوس من المعاصي، وقال: «إن المؤمنين مهما أصابهم لم يفقدوا صلتهم بربهم وبوعده الصادق أن ينصرهم، وأنهم هم الغالبون، وأنه سبحانه وتعالى لن يخذلهم، وسوف ينصرهم ويؤيدهم على أعدائهم». وأضاف «المسلمون في هذا الزمان استنزفوا الملايين من أرواحهم وعقودا من أعمارهم ولم يتغير حالهم، وكان الفارق بينهم وبين سلفهم هو الفرق في تعلمهم الدروس واستلهامهم العبر، لقد كان المسلمون الأوائل يرجعون إلى ربهم ويدعونه ويثقون بنبيهم صلى الله عليه وسلم، أما المسلمون اليوم لم يستفيدوا من الدروس والعبر وكثير من بلاد المسلمين رغم ما استحوذوا عليه من سلاح وعتاد لم يسل من الدماء إلا دماؤهم، ولم يسلب ويستعمر إلا أراضيهم ولا يقهر إلا رجالهم». وفي المدينةالمنورة، أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله عز وجل حق التقوى وقال: «إن تقوى الله نور البصائر، وبها تحيا القلوب والضمائر». وأضاف، في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي أمس «أحسنوا أعمالكم وأخلاقكم». وبين الشيخ القاسم «من فضل الله على عباده أن نوع لهم الطاعات اعتقادا وعملا وقولا، وجعل أعظم الثواب للمحسنين، وإذا حسن معتقد العبد ضوعفت أجوره، ومن قال كلمة التوحيد بيقين وعمل بمقتضاها بصدق وإخلاص واجتنب نواقضها حرم الله وجهه عن النار، وإذا حقق العبد منزلة التوكل وفوض جميع أموره لله أدخله الله الجنة بغير حساب ولا عذاب، وأكمل مراتب الدين مرتبة الإحسان لاشتمالها على الصدق ظاهرا وباطنا».