أمضيت بعض أيام الشهر الماضي بالمدينة المنورة كان منها يوم الجمعة 16/1/1434ه الذي أم المسلمين وخطب فيهم صاحب الفضيلة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ متحدثا فيها عن واقع المسلمين اليوم والملمات التي نزلت بهم في كثير من البلدان، وأوضح فضيلته: أنه لا خروج من هذه الأزمات إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، فالحق سبحانه وتعالى يقول بسورة الأنعام: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين، قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون}.. وقد أخرج ابن أبي حاتم وغيره: أن مالك الأشجعي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أُسِرَ ابني عوفٌ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسل إليه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فأتاه الرسول، فأخبر عوفاً بذلك، فأكب عوفٌ يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وكانوا أي الأعداء قد شدوه بالقدّ، فسقط القدُّ عنه فخرج، فإذا هو بناقة لهم فركبها فأقبل، فإذا هو بسرح القوم الذين كانوا شدوه، فصاح بهم، فأتبع آخرها أولها، فلم يفجع أبويه إلا وهو ينادي بالباب. فقال أبوه: عوفٌ ورب الكعبة، فقالت أمه: عوفٌ كئيب يألم لما فيه من القدّ. فاستبق الأب والخادم إليه فإذا عوفٌ قد ملأ الفناء إبلاً، فقص على أبيه أمره وأمر الإبل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنع بها ما أحببت كما كنت صانعا بإبلك. ثم نزل قوله جل وعلا بسورة الطلاق: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}. وبعد أن يسرد فضيلة الشيخ حسين بعض الآيات الدالة على أن لا ملجأ من الله إلا إليه يقول فمن أحسن الظن يريد ملتجئا إليه فرج عنه الكربات وأزاح عنه الملمات وسهل له الصعوبات، فقد جاء في الحديث القدسي: {أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيراً}. فيا ترى هل يكون واقع الأمة حكاما ومحكومين أن يراجعوا أنفسهم وأن يغيروا الحال عن الحال السابقة من التعلق بغير الله جل وعلا، يميناً ويساراً، شرقاً وغرباً؟! نعم، المسلمون لا تنقشع عنهم ملمة إلا بالتضرع الصادق إلى العزيز القدير، لا تكشف عنهم غمة إلا إذا أطاعوا الله مخلصين، وانقطعوا إلى جنابه، فهو على كل شيء قدير. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «إلى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده الذي إن مسك ضرٌ فدعوته كشف عنك، والذي إن ضللت بأرضٍ قفرٍ فدعوته رد عليك، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك». وصدق من قال: وصبراً جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله ذي الأمر نجا من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا وإلى الغد لمواصلة الحديث عن اللجوء إلى الله بما أورده الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة.