لم تدرك المواطنة أم صالحة أن دخولها القفص الذهبي قد يهددها بالعيش خلف القضبان، فالفتاة العشرينية، رسمت أحلامها الوردية للحياة الزوجية، كأي «حواء» تحلم بالعيش تحت كنف رجل يسترها، وتنجب الأطفال وتستمتع بتربيتهم، لكن الأمور سارت بما لا تشتهي سفن أم صالحة، إذ سرعان ما دبت الخلافات بينها وبين زوجها، وانتهت بالطلاق، ولم تقف الأمور عند هذا الوضع، إذ طالبتها المحكمة في محافظة ضمد بدفع 55 ألف ريال لطليقها الذي أصر على دفع المبلغ أو السجن، إضافة إلى معاناتها المرضية نتيجة خضوعها لعملية قيصرية أثناء ولادتها بطفلتها صالحة التي لم يتجاوز عمرها حاليا 22 يوما، في مستشفى أبو عريش. وأدخل هذا الحكم الأسرة المعدومة كافة في حال من الحزن الشديد، لاسيما أنها تعاني من ظروف اقتصادية صعبة ولا تجد المال الكافي لتوفير احتياجاتها الأساسية. وامتدت تداعيات الأزمة التي تعيشها الفتاة لتنال من أمها السيدة الطاعنة في السن التي تعاني من أمراض السكري والقلب، معربة عن خشيتها على ابنتها أم صالحة التي دخلت في حالة نفسية سيئة، خشية دخولها السجن مع ابنتها الرضيعة، متوقعة أن يدخل عليها السجانات في أي وقت. في حين يعاني والدها من ضعف في السمع ولا حول له ولا قوة، وتدهورت صحته أخيرا حين سمع بالحكم، معربا عن مخاوفه من تدهور صحة ابنته خصوصا انها خضعت لعملية جراحية خلال ولادتها.