قرأت مع من قرأوا خبر عريس في التسعين من العمر هربت منه العروس (الطفلة) ابنة الخمسة عشر ربيعا بعد يومين من زفافها قضتهما في غرفة مغلقة بمفردها، وفي أول فرصة هربت إلى بيت أهلها بعد أن تملكها الرعب ليلة الزفاف، وطبقا (للحياة) سيطالب العريس المسكين بحقه، إما عودة العروس أو رد (65) ألف ريال دفعها مهرا، فيما طالبت عضوة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالتدخل لإنقاذ الطفلة من «الكارثة» التي حلت بها، كما حذر اختصاصي نفسي من خطورة هذا الفارق في السن، قد يؤدي إلى انحراف أو اكتئاب أو انتحار لفتاة صغيرة. وبغض النظر عن تلك الحالة، فإن أية زيجة غير متكافئة فارق سن الزوج فيها سبعين سنة، تظلم الطرفين في الحقوق والواجبات حيث لا توافق نفسي وبدني، ناهيك عن حقوق شرعية لن تنتظر معها الزوجة (الطفلة) أمومة ولا استقرارا. وكل المسألة ربما يكون المال لأسرة محتاجة أو مدينة وترى في زواج كهذا مخرجا، ولو دفعت الثمن مؤلما وفادحا هو ابنة لا تزال في عالم الطفولة أو بالكاد دخلت مرحلة المراهقة التي لا يكون فيها عريسا بهذا السن فارس أحلام بل ربما سببا لكراهية الزواج وسيرته وللرجال!. قطعا لا غضاضة في فارق السن حسب ظروف أحد الطرفين أو كليهما، لكن بالمعقول مع الاستعداد النفسي والبدني للزوجة وقبولها، وقد تكررت في الماضي غير البعيد زيجات لمسنين بصغيرات من الخارج بعضها نجح، وكثير منها فشل وترك مآسي أسرية واجتماعية لا تزال تؤكد مدى حاجة المجتمع إلى أمور كثيرة أهمها الوعي الاجتماعي. فالأسرة درجت على تمييز الولد دون البنت، ومن ثم يسامح المجتمع الشاب والرجل على أي شيء. لكن ما رأيكم لو عكسنا الوضع: هل يقبل شاب في الخامسة عشر أو شاب عشريني أو ثلاثيني بالزواج من عروس تكبره بستين سنة؟! قطعا حدث لكنه نادر على مستوى العالم، ولو حدث يصبح خبرا غريبا وطريفا، بينما زواج مسنين بصغيرات السن رغم خطورته، يبلغ حد الهوس من رجال كثيرين وبعضهم تراوده نفسه أو يفعل ذلك حتى بعد العشرة الطويلة مع أم العيال. القضية تحتاج بالفعل إلى وقفة ومراجعة، وتقنين الحد الأدنى لسن زواج الفتيات. اتقوا الله في الصغيرات لحمايتهن حتى من أنفسهن.