تقدم المكتبات ودور النشر في كل عام كماً هائلا من الكتب والدراسات المتنوعة في مختلف المجالات، لكنّ عدداً قليلا منها يحظى باهتمام القراء والمتابعين. وبنهاية عام 2012م أصدر موقع أمازون المتخصص ببيع الكتب قائمته السنوية لأفضل الإصدارات الأجنبية التي حازت على إعجاب القراء والصحفيين المتخصصين، وكذلك المشاهير. وقد اشتملت هذه القائمة على أكثر من مائة وخمسين إصداراً في مختلف فنون ومجالات المعرفة، تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في العديد من دول العالم، على الرغم من أنّها كانت باللغة الإنجليزية فقط! وقد احتلت رواية Gone Girl «اختفاء فتاة» قائمة الروايات الأكثر مبيعاً حسب تصويت المحررين الصحفيين المتخصصين، وهو نفس الكتاب الذي اختاره القراء وذلك بمجموع 5031 صوتاً. والكتاب عبارة عن رواية بوليسية تدور حول الاختفاء الغامض لامرأة تسكن إحدى ولايات الغرب الأمريكي، حيث يبحر القراء في رحلة من التشويق والإثارة، ويحفز فضولهم نحو تخمين مصير هذه المرأة، لتنتهي الرواية مخالفة لجميع توقعاتهم. أما اختيارات القراء والمحررين لأفضل الكتب حسب الفئة، فقد تصدرتها كتب حول الأعمال والاستثمار،والسير الذاتية والمذكرات الشخصية، ومهارات المنزل والصناعات اليدوية، والأدب والخيال العلمي، إضافة إلى كتب السياسة والعلوم الاجتماعية، فضلا عن القصص الغرامية، والروايات البوليسية. وكما يلاحظ؛ فإنّ اهتمامات القراء والمتابعين لم تقتصر على لون واحد من ألوان الثقافة، بل تنوعت لتشمل مختلف الفنون والمعارف، ولترسيخ مبدأ الأخذ بقدر بسيط من الثقافة في أكبر قدر ممكن من مجالات الحياة. إن من المؤمل أن تأخذ دور النشر والمكتبات السعودية زمام المبادرة لنشر قوائم سنوية بأفضل الكتب، وأكثرها مبيعاً، ودعم أسعارها، والاسهام بتشجيع القراءة وخاصة بين الأطفال والشباب، وتخصيص مكتبات متنقلة لإتاحة الفرصة للاطلاع والقراءة المجانية، وهو ما سيعود بالنفع على القراء، وكذلك دور النشر والمكتبات، ويجعل من القراءة عادة يومية محببة، بدلا من أن تكون عادة مستغربة! كلمة أخيرة: قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ؟ وماذا يقرأ؟. [email protected]