فشل نحو ثلاثة آلاف شخص يمثلون قبائل قحطان، وادعة، يام وشهران أمس، في وضع حد لقضية قتل والعفو عن القاتل، بعد رفض والد القتيل وتمسكه بحقه الشرعي في القصاص من قاتل ابنه. وكانت جموع المواطنين توافدت منذ صلاة فجر أمس، إلى إحدى الاستراحات في مركز الحرجة صباح أمس، بتوجيهات من أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز لإنهاء قضية القتل التي وقعت قبل عامين تقريبا إثر خلاف بين شابين، الجاني محمد بن عبدالله آل عتيق القحطاني من سكان الحرجة، والمجني عليه عائض هادي آل درهم القحطاني من إحدى قرى محافظة ظهران الجنوب. وانطلقت وفود القبائل عند الثامنة صباحا من الاستراحة إلى منزل والد المجني عليه في قرية الوادي شمال ظهران الجنوب على بعد 12 كلم وعلى رأسهم الشيخ فهد بن عبدالله بن دليم القحطاني شيخ شمل قبائل قحطان، والشيخ جبران بن معيض بن كعبان شيخ قبائل وادعة والعديد من المشايخ. وعند وصولهم لمنزل والد المجني عليه تجمع المواطنون بالقرب من المنزل، إلا أنهم فوجئوا بعد مرور ساعة بغياب صاحب الدار، وعلموا أنه في منطقة تهامة في وادي شني الذي يبعد أكثر من ساعة ونصف بالسيارة، وبالعثور عليه قام الشيخ فهد بن عبدالله بن دليم بالتحدث معه، وطلب منه العفو عن الجاني ولكنه رفض ولم يقبل التفاوض. وأصر والد المجني عليه على حقه الشرعي في القصاص، فيما استمرت القبائل في التواجد بالقرب من منزله وعلى رؤوس الجبال المجاورة حتى الثانية ظهرا دون أن يغادر الدار، وبعد مرور ساعات قال للمشايخ: «أريد إطفاء الفتنة التي قد تحدث في حال تنازلت، لذا أريد أن ينفذ حكم الشرع وهو المنصف في قتل ابني»، فانصرفوا جميعا.