هطلت الأمطار.! واستيقظ الأطفال على صوت الرذاذ أولا ثم على حبات المطر تعزف على أوتار كل شيء..؟! على ورق الشجر وحبات الرمل، وأسقف المنازل، وعلى نوافد السيارات، وأضواء الشوارع.! تعزف ألحانا جميلة.. لا مثيل لها؟!. وما هي إلا لحظات حتى (صاحب) العزف الرقيق صوت (طبل) ضخم.. إنه صوت الرعد.. أيقظ الناس وكأنه يقول شيئا؟! ويريد أن ينبه النيام ويدل السهام على عظمة وقدرة مجرى السحاب ومنزل الغيث؟! ومبدع هذا اللحن الجميل الذي اشترك في صنعه تساقط المطر وصوت الرعد؟!. إنه صوت يريد أن يقول للناس وللمؤمنين خاصة.. سبوح.. قدوس.. سبحوا.. واصحوا!.. عزف المطر وصوت الرعد ألحان لا تثير الغرائز وإنما تنبه الشعور الإيماني الفطري عند البشر.. وتعلو بالنفس والأسماع والأفئدة.. لذا مع صوت الرعد يجب أن تتجه الأسماع والقلوب إلى فوق.. إلى رب السماء تسبح مع الرعد..! فلقد سبح الرعد بحمد ربه ومجد مرسله.!. مع صوت الرعد يجب أن تلتحم أصوات المؤمنين وتعلو تسابيحهم مع تسابيح الملائكة الكرام وجمع من خلق الله؟!. فالرعد والبرد ليسا ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة تفريغ شحنة كهربائية بين السحب فقط؟! وإنما هو نداء كبير المعنى.؟! إنه تسبيح وتحميد وتمجيد يشترك في كل ذلك ملائكة السماء.!. إنه نداء لنا لكي نشترك مع تلك المخلوقات الكريمة التي لا تعصي الله أبدا فنسبح معها..! إنها فرصة لسكان كوكب الأرض يرسلها الله لكي يغتنمها ويسعد بها من هداه الله.!. ولقد أعجبت كثيرا بتعليق طفل عندما سمع أطفال الجيران يرددون (يا مطرة حطي حطي على قرعة بنت أختي..) قال: ما هذا الكلام الذي لا معنى له؟! لماذا لا نقول شيئا أفضل.. يتناسب مع سقوط المطر وضوء البرق وصوت الرعد؟! لماذا الشعراء والكتاب (ما يخترعوا) لنا تعبيرا جميلا عوضا عن هذا الكلام القديم.!.