أفادت مصادر مقربة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن مندوب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، أنهى الإشكالية التي أعاقت عملية انتخابات اتحاد كرة القدم وذلك بعد اجتماعه برئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر أمس، حيث تمت الموافقة من قبل الفيفا على تعديلات النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم السعودي، على أن يتم تحديد موعد الانتخابات الأسبوع المقبل. يذكر أن رئيس الإدارة المؤقتة لاتحاد كرة القدم أحمد عيد يتواجد حاليا في زيورخ السويسرية للالتقاء ببلاتر اليوم. يترقب الشارع الرياضي اليوم الاجتماع التاريخي الذي سيعقد في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في زيورخ في سويسرا بين أحمد عيد رئيس إدارة الاتحاد السعودي المؤقت و جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لمناقشة الأوضاع الساخنة بين أروقة اتحاد الكرة في ظل تضارب الأخبار والمعلومات التي تسربت من تحت الأبواب المغلقة، حيث من المنتظر أن يتم وضع النقاط على الحروف فإما أن يثبت أحمد عيد سلامة موقفه ويؤكد من خلال هذا الاجتماع بأن خطابات الاتحاد الدولي «الفيفا» كانت إيجابية لدعم خطوات الاتحاد لإقامة انتخابات لتشكيل اتحاد الكرة وأن الملاحظات التي استعرضها الاتحاد الدولي في خطاباته الأربعة كانت بمثابة تصحيح للمسار خاصة أن الخطاب الأخير من خطاب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» المرسل إلى إدارة الاتحاد السعودي المؤقت بتاريخ 27 نوفمبر 2012 جاء ردا على خطاب الأخير الذي طلب فيه من اللجنة القانونية الموافقة على التعديلات الجديدة في نظامه الأساسي. ويتوقع أيضا أن يوضح اجتماع زيورخ أمورا فيها الكثير من الالتباس ومتعلقة بالجوانب القانونية، حيث تدور عدة تساؤلات من ضمنها عملية التسريب لخطابات الفيفا للاتحاد السعودي ومدى المغالطات التي رافقت تفسيرها، حيث أخذ الأمر على أنه تجاوز قانوني واختراق لأنظمة الاتحاد الدولي وخروج عن المسار الحقيقي لها، معتبرين وصولها إلى الاعلام خطأ كبير يعاقب على من تسبب فيها بعقوبات صارمة. ومن المنتظر أن يخصص ضمن برنامج الاجتماع استعراض الوثائق ومراجعتها من قبل مجموعة من الخبراء والمختصين، كما سيتم استعراض محاضر الاجتماعات الخاصة بالاتحاد السعودي، إلى جانب الاطلاع على التعديلات التي تمت على النظام الأساسي بعد ترجمتها والتي كانت محل تحفظ أعضاء لجنة الانتخابات بالاتحاد الدولي عليها وهي المشكلة التي دفعت إلى تحرك الاتحاد الدولي للإيقاف مسيرة الانتخابات، ويتوقع أن يحضر عضو من الحوكمة في الفيفا وأعضاء اللجنة القانونية وعضو لجنة الاتحادات الأهلية. وتشير المصادر إلى أن نتائج الاجتماع تذهب إلى ثلاثة احتمالات أولها اطلاع اللجنة القانونية بالاتحاد الدولي على التعديلات واعتمادها، وهو الاحتمال المفضل لرئيس اتحاد الكرة أحمد عيد بل يعد انتصارا له بعدما تعاقبت الانتقادات على تأكيداته على أن عملية الانتخابات تسير في طريقها الصحيح وأن خطاب الفيفا لا يخرج عن مجرد أنه خطاب توضيحي وداعم لخطوات اتحاد الكرة، ليأتي بعد ذلك دور تحديد موعد الانتخابات لتشكيل الاتحاد السعودي وتزويد الاتحاد الدولي بالموعد الجديد حتى يتمكن الأخير من إرسال مراقبين دوليين لحضور فعالياتها ومراقبتها والتأكد من سلامتها. ويأتي الاحتمال الثاني وهو الذي من شأنه أن يضع أحمد عيد في موقف صعب وهو رفع اللجنة القانونية توصيات حيال المخالفات الموجودة في النظام الأساسي وتأكيد أن التعديلات المترجمة لا تمثل الحقيقة في معالجتها وأن الثغرات لا تزال موجودة وربما يتخذ اتحاد الكرة قرارا بموجب هذه التوصية بتجميد النشاط الرياضي. فيما يتمثل الاحتمال الثالث بأن تؤجل عملية الفحص ويمنح الاتحاد السعودي فرصة أخرى لتعديل النظام بالشكل الصحيح، على أن يكون هناك اجتماع آخر بالسعودية بحضور الأمير نواف بن فيصل لاستعراض الأخطاء التي واكبت انتخابات الجمعية العمومية وربما يطلب رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر تمديد فترة التكليف أو عودة الأمير نواف بن فيصل لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم تجنباً لقرار التجميد على أن تصحح أوضاع الجمعية العمومية واعتماد النظام الأساسي الذي أعده الدكتور ماجد قاروب دون التعديل عليه. وعلى الرغم من كل ذلك يحق للاتحاد الدولي الموافقة على التعديلات شريطة أن لا تتعارض مع المادة (32) من النظام الأساسي للفيفا والخاصة بالانتخابات، على اعتبار أن هذه المادة تمنع تعديل أي نظام انتخابي لمصلحة أشخاص أو لأهداف تخدم الآخرين، وهذه المادة ينبغي عدم العبث بها أو تعديلها، مع التشديد على أن خطاب الاتحاد الدولي الأخير الذي أرسله للاتحاد السعودي، هو عبارة عن خطاب استحضار من الاتحاد السعودي لكامل كلفة المحاضر والوثائق الرسمية للاجتماع الذي عقد في 4 نوفمبر 2012. ويؤكد مراقبون أن الاتحاد السعودي كان متسرعا بطلب الموافقة على تعديلات النظام الأساسي للاتحاد بينما يفترض أن يكون الخطاب بعد إرسال الوثائق والمحاضر للجنة القانونية في الاتحاد الدولي لكرة القدم والانتظار حتى تقوم اللجنة القانونية بالاتحاد الدولي لكرة القدم بمراجعتها، حيث لا يمكن لأي اتحاد أن يطالب بتعديل قانوني أو بتعديل مادة إلا بعد الموافقة، التي تستغرق وقتا طويلا، وهنا يأتي على حد قولهم خطأ آخر وهو عدم وجود قانوني من الاتحاد السعودي بينما في اللجنة القانونية يوجد اسم المستشار القانوني الدكتور ماجد قاروب الذي أقيل من إدارة الاتحاد المؤقتة والتي بدورها أبلغت الفيفا بأنه استقال ولم ترفع قرار الإستقالة إلى اللجنة القانونية لذا كانت اللجنة القانونية تنتظر إيضاحات من الممثل القانوني للاتحاد السعودي والرد على استفسارات اللجنة وتسهيل الأمور بدلا من المكاتبات. من جانبه، أبدى أحمد عيد تفاؤله بأن يكون الاجتماع إيجابيا، مؤكدا أن قرار التأجيل كان من منطلق مصلحة الكرة السعودية حتى ولو كان سيأتي لعدم وضوح التعديلات الخاصة بنظام الاتحاد السعودي وعدم إرسالها للجنة القانونية في الفيفا للتمكن من معرفتها وعدم معارضتها للقوانين الدولية إلا أنه سيعود بالفائدة. وسبق للاتحاد الدولي أن بعث بأربعة خطابات الأول يستفسر فيه عن سبب إبعاد ماجد قاروب عضو اللجنة القانونية بالاتحاد الدولي لكرة القدم والمستشار القانوني للاتحاد السعودي من منصبه وتم إرسال خطاب ثان وثالث يحذر من التجاوزات التي قد يقع فيها القائمون على الاتحاد السعودي، إلا أن الخطاب الذي بعثت به الإدارة المؤقتة للاتحاد السعودي إلى الفيفا والذي كان بتاريخ 28 أكتوبر والمتضمن سلامة الإجراءات وانتهاء مرحلة تكوين أول جمعية عمومية لتكوين اتحاد سعودي منتخب، رد الفيفا بعد 48 ساعة بخطاب آخر يشير إلى عدم إمكانية عقد جمعية عمومية لانتخاب رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس إدارته قبل مرور ثلاثة أشهر على تكوين الجمعية العمومية إلى حين وصول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» جوزيف بلاتر وبعض القياديين بالفيفا إلى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل، والاجتماع مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وكذلك الاجتماع مع إدارة الاتحاد السعودي المؤقت والاطلاع على الخطوات التي اتبعها في الفترة الماضية ومناقشته حيال الخطابات السابقة التي بعث بها. وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد أصدر بيانا إلحاقياً أمس بشأن «انتخابات مجلس إدارة الاتحاد» المقبلة، قدم فيه نسخة من خطاب أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جيروم فالكي، أرسل الثلاثاء قبل الماضي إلى أحمد عيد الحربي رئيس الإدارة المؤقتة للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم.