إن هناك أمورا ضرورية لحياة الإنسان لخصها حديث نبوي في قوله صلى الله عليه وسلم : «من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا» ، فهذا الحديث لنوع الناس كل الناس، ولم يتطرق إلى عقائد أوديانات، أومذاهب أواتجاهات، إنما المتطلبات الأساسية للحياة التي أولها الأمن وحياة الاستقرار. هذا المبدأ أسسه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسار على نهجه من بعده أبناؤه، وحافظ عليه الملك عبدالله، بل جعله من أولوياته. ولا أدل على ذلك من حرصه حفظه الله على أمن الحجيج من استقبال وتفويج، فهم آمنون على أنفسهم وأموالهم وحياتهم، ومع انفتاح أبواب العمل، وتوسع دائرته، ودخول الملايين من العمالة الوافدة يظل الوطن يرفل في ثوب العافية الأمنية التي تطمئن القلوب، وتريح النفوس، وتحفظ الأرواح. والأمن يشمل فيما يشمل الأمن الفكري، وعدم قبول الفوضى الفكرية التي تتصف بالغلو من زيادة ونقص يتخطى الشرع الإلهي، ولعل مانحن فيه من أمن وأمان هو من بركة المحافظة على دين الله وشرعه. أما ثاني المرتكزات للمحافظة على الحياة فهي العافية عافية الأبدان والنفوس والأرواح من كل داء وبلاء ومرض وهم وغم وكرب، العافية التي لايحس الإنسان بفضل الله عليه فيها إلا عندما يفقدها، فهي تاج فوق رؤس الأصحاء لايراه إلا المرضى . وثالث المرتكزات مسألة متطلبات الحياة من أكل وشرب ومسكن ونعم مادية يكون الحد الأدنى فيها «القوت» وهو طعام يحتاجه الجسم لكي يسير به. والمملكة فيها من الخير والنعم مايحقق القوت لكل من يعيش فيها، ولو أن الوزارات المعنية بمتطلبات الناس، وتوظيف الشباب و مراقبة الأسعار، ومتابعة أحوال السوق، ومعرفة أحوال الفقراء والمحتاجين، ونشطت حركة الزكاة، وامتدت أذرع الجمعيات الخيرية لو فعل كل هذا لكان ذلك مما يحقق القوت لكل أحد، ولقد أكرمنا الله في المملكة بملك يحب شعبه، ويحب أن يحقق لهم جميع ماسبق من أسباب الأمن والصحة والرزق، ويؤكد في ذلك على كل من وزير الداخلية، ووزير الصحة، ووزير العمل. فللملك عبدالله فضله بعد الله على الحياة الطيبة التي يعيشها الوطن. فعبدالله أعطى الشعب فأعطاه الله. فليس غريبا أن يترقب الشعب بكل فئاته بعد إجراء العملية الجراحية طلة محياه فطلت عبدالله نعمة من الله.