يحتفل العالم اليوم بيوم التطوع العالمي، تقديرا لهذا العمل الجليل الذي يقوم به كرماء النفوس ممن يبذلون عن طيب خاطر وقتهم وجهدهم في نفع الآخرين. العمل التطوعي خلق إنساني سامٍ له أثر جميل على الإنسان نفسه وعلى مجتمعه، وهو أيضا عمل من أعمال البر التي يرجى لفاعلها الثواب من رب العالمين، كما أنه ركن صلب من أركان بناء المجتمعات وله قيمة بالغة في دفع عجلة التنمية والتطوير، لهذا فإن العمل التطوعي التزام ومسؤولية، وليس تفضلا ومنة !! خلال العقود القليلة الماضية ازدهر في بلادنا العمل التطوعي المنظم، وظهر عدد وافر من الجمعيات الخيرية في مجالات متنوعة يقوم العمل فيها غالبا على التطوع، وإن كانت في معظمها أعمال تطوعية تنحصر في مجال البر ومساعدة الفقراء والأيتام فقط، فالعمل التطوعي بمعناه الشامل الممتد مازال يعاني من الشح في مجتمعنا، فمن النادر أن تجد أحدا يعمل في مجال التطوع في المدارس والمستشفيات والسجون ودور الرعاية وغيرها من الجهات التي تحتاج أحيانا إلى جهود المتطوعين. نحن لدينا طاقات شابة كثيرة وفيهم من لم يلتحق بعمل يشغله بعد، ولدينا أعداد من ربات البيوت المتفرغات وأعداد من المتقاعدين والمتقاعدات القادرين على الإسهام بجهودهم في بعض الأعمال التطوعية، لكنهم في أغلبهم يعزفون عن ذلك، وقد يرى البعض في عزوفهم تعبيرا عن فتور الرغبة لديهم في العمل التطوعي وربما نسب البعض عزوفهم إلى غياب الشعور بالمسؤولية واللامبالاة بمد يد العون للآخرين. وليس نادرا أن نسمع الشكوى من أن الشباب يفضلون تبذير الوقت في اللهو على أن يسهموا ولو بقدر قليل من وقتهم لمنفعة غيرهم. لكن هذه الطاقات القادرة على العمل والعازفة عن المساعدة تحتاج إلى التحفيز والاستقطاب وبث الحماسة في النفوس، ليس عن طريق نشر ثقافة التطوع فحسب وإنما من خلال توضيح مفهوم العمل التطوعي للناس، فنسبة كبيرة من الذين يبدون رغبة في العمل التطوعي لا يأخذونه مأخذا جديا وربما ظنوا طالما أنهم يعملون مجانا دون مقابل مادي، فإن ذلك يخول لهم الحق في التغيب وعدم الانضباط في أداء ما التزموا بأدائه طوعا، ويغيب عنهم أن ذلك يؤثر على جودة الأداء، فالعمل هو العمل، سواء كان بأجر أو بدون، متى فقد منه الانضباط والالتزام اختل سيره وتعثر، فينعكس ذلك بدوره على موقف الجهات التي تحتاج الى العمل التطوعي، حيث يظهر فيها هي أيضا العزوف عن الاستعانة بجهود المتطوعين خوفا من تأثير عدم انضباطهم على العمل. وما أظنه هو أن العمل التطوعي في بلادنا في حاجة إلى أن تسند إدارته والإشراف عليه إلى جهة مختصة بذلك من خلال إنشاء وحدة خاصة بالعمل التطوعي تلحق بوزارة الشؤون الاجتماعية أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقوم بالإشراف على المبادرات التطوعية وتنظيمها وتقنينها وإنشاء قاعدة بيانات للأعمال التطوعية التي يمكن الإسهام فيها، وللأشخاص الراغبين في العمل التطوعي. فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة