جميل أن يعقد مجلس الغرف التجارية والصناعية سلسلة من الندوات حول استشراء ظاهرة الفساد عالميا ومحليا وخطر هذا الفساد على المجتمع وسبل مكافحته، وأن يعقد مجلس الغرف هذه الندوات بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد، غير أن الأجمل أن يتولى مجلس الغرف مكافحة الفساد داخل الوسط التجاري والصناعي، وأن يضع الخطط اللازمة والكفيلة بتطهير هذا الوسط الذي يعاني المواطنون كثيرا من تفشي الفساد في كثير من جوانبه ومؤسساته. لا نريد من مجلس الغرف التجارية أن يحدثنا عن أن الفساد أصبح مشكلة تؤرق أكثر المجتمعات الغربية والعربية، ذلك أننا جميعا نعرف ذلك، كما لا نحتاج أن يوجه مجلس الغرف لنا نصائحه بأهمية دور المواطنين في مكافحة الفساد، ذلك أن هناك جهات أخرى يمكن لها أن تقدم للمواطنين هذه النصائح. الدور الوطني الذي ينتظر المواطن من الغرف التجارية أن تنهض به في مكافحة الفساد لا تحققه سلسلة الندوات التي قرر مجلس الغرف التجارية أن يعقدها، والتعاون مع هيئة مكافحة الفساد لا يمكن له أن يتحقق بالمحاضرات والتنظيرات والنصائح والإرشادات، ما يريده المواطن فيما أعلم وما تريده هيئة مكافحة الفساد فيما أظن إنما هو العمل الجاد والمخلص من مجلس الغرف التجارية لحماية الوطن والمواطنين من السلع الفاسدة والمغشوشة والمزورة التي يروجها بعض التجار من منسوبي الغرف التجارية، ويعاني المواطنون من أضرارها ومخاطرها، كما يعاني الوطن مما يتعرض له اقتصاده من هدر في سلع تهدر مدخراته فيما لا قيمة له. ما يريده المواطن وتريده هيئة مكافحة الفساد من الغرف التجارية أن تنهض الغرف بما يحمي المواطن من ظاهرة المغالاة في الأسعار التي تشكل أكثر مظاهر الفساد إضرارا بالمواطنين، حين تشكل تهديدا لهم يجعلهم عاجزين عن توفير الضروريات التي لا تستقيم حياتهم إلا بها. ما يريده المواطنون وتريده هيئة مكافحة الفساد أن يكون مجلس الغرف التجارية والصناعية رقيبا على العقود التي التي يوقعها منسوبو تلك الغرف مع الجهات الحكومية ومع المواطنين، بحيث تبرأ تلك العقود من الرشوة والغش والتزوير والفساد. لم تكن المحاضرات والنصائح والإرشادات قط نافعة في مكافحة الفساد، حين تكون الجهات التي تقدمها قادرة على القيام بخطوات إجرائية تنقي الأجهزة التابعة لها من الفساد المستشري فيها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]