تتسارع يوما إثر آخر وتيرة الإعداد والتحضير للحوار الوطني، وفي كل مرحلة تبرز إشكاليات تثبيتها والاتفاق عليها، بما يتواءم والتركيبة المختلفة والمتنوعة سياسيا وفكريا لأعضاء اللجنة الفنية من جهة، ولخيارات وطموحات الأحزاب والقوى السياسية التي تقف خلف الكواليس لمراقبة الأداء والنتائج وبما يحقق تطلعاتها المستقبلية ودورها المؤثر في مجريات الحوار ومساراته.. هذا ونحن ما زلنا نختلف حول الشكليات من حيث نسب التمثيل والأسماء المقترحة، وحصة القوى المختلفة في إدارة دفة الحوار صوب اتجاه سياسي دون آخر.. ولذلك تصاعدت الاختلافات التي أصبح بن عمر طرفا فيها مع أنه يمثل المجتمع الدولي ولا يشكل حالة سياسية واجتماعية يمنية معنية بتراكمات الماضي وترسبات وأحقاد اللحظة، وهو بحكم منصبه الدولي النوعي يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، ونعتقد أن هذا الرجل أصبح قيمة عليا في حياة اليمنيين لما حققه في المرحلة السابقة من جهود خدمت قضية التسوية السياسية وحماية البلاد من الانزلاق إلى أتون الحرب والفوضى. والأدهى في اختلافات الحوار الوطني أننا لم ندخل بعد إلى مربع المضامين والتي نتوقع وفي حالة عدم تنازل اليمنيين لبعضهم البعض أنها ستكون محل صدام سياسي وفكري واجتماعي وأننا لن نخرج إلى تسوية أخلاقية تحفظ لهذا الوطن وحدته وأمنه واستقراره، وإنما سندخل في حوار استعراض للمفاهيم والمصطلحات واللعب بأوراق خطيرة من باب المناكفات والمماحكات السياسية وصولا إلى إحراج الآخر وتحقيق انتصارات وهمية ضد الوطن قبل الخصوم السياسيين.. ما يزال الطريق إلى الحوار شاقا وشائكا ويبدو أن القوى المختلفة تريد استعراض عضلاتها وتجريب قدراتها في الموقع الخطأ وهو الحوار الذي يفترض أن يكون فاتحة التقاء وتناس للماضي بكل آلامه وجراحته.