تختتم اليوم جلسات منتدى جدة للموارد البشرية 2012م في دورته الرابعة الذي يقام تحت شعار «نحو تنمية بشرية مستدامة»، والذي انطلق أمس الأول برعاية وحضور وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه بقاعة القصر في فندق جدة هيلتون. تناولت جلسات المنتدى أمس أفضل ممارسات التوظيف، والتدريب والاحتفاظ بالمواهب في قطاعي التجزئة والبناء والتشييد، فضلا عن استعراض آليات الوصول إلى النطاق الممتاز والأخضر للمنشآت الصغيرة والمتوسطة. الجلسة الأولى للمنتدى أمس كانت بعنوان «أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاع التجزئة» برئاسة عمرو خاشقجي نائب الرئيس لشؤون مجموعة شركات الزاهد، ناقش خلالها موفق جمال الرئيس التنفيذي لشركة العزيزية بنده المتحدة واستعرض آليات التوظيف التي تحرص عليها الشركة، وكيفية الحفاظ على الموظفين السعوديين، مبينا أن بنده تسعى لأن تكون الأولى في تجارة التجزئة إقليميا. واستعرض محمد حافظ الرئيس التنفيذي في شركة السواني آليات الحفاظ على الموظفين السعوديين عبر التدريب، وتقديم حقيبة تعليمية لرجل المبيعات، ومديري المحال فضلا عن برنامج تدريبي خاص لنجوم المبيعات، والتدريب على نقاط البيع ونادي نجوم المبيعات، وأبان أن الولاء يتم عبر التقويم حول مدى الاستفادة من التدريب، وتخصيص نشرة الموارد البشرية، وتنفيذ سلسلة من المهرجانات التحفيزية، وإدخال روح المنافسة من خلال أولمبياد بائعي التجزئة، وخلق الإيمان بأهمية الوظيفة. واستعرضت سارة بنت سهل مديرة التوظيف وشؤون الموظفات بشركة كمال جمجوم محور التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالمواهب، مشيرة إلى جملة من التحديات من أبرزها التوظيف والتدريب في وقت قصير، وفي عدة مدن في نفس الوقت وبطء تأقلم المرأة مع طبيعة العمل في قطاع التجزئة والمواصلات، ونظام الدوام على فترتين صباحي ومسائي، وعدم توفر عدد كاف من المتقدمات في المدن الصغيرة والنائية، واعتراض بعض أولياء الأمور على نظام دوام الفترتين، وبطء تحصيل دعم صندوق الموارد البشرية، مبينة أن نسب التسرب العالية (108في المئة سنويا) فضلا عن ارتفاع تكاليف التشغيل بسبب التسرب العالي. واستعرضت مشروع التأنيث، وأن هناك ارتياحا كبيرا لدى العميلات في التعامل مع البائعات، مبينة أن النتائج الأولية مشجعة جدا فضلا عن أن التجربة أظهرت مواهب إدارية نسائية. تلتها جلسة نقاش حول تطوير الأعمال برئاسة بسمة السيوفي استشارية وأديبة، تحدث خلالها الدكتور فهد التخيفي المشرف العام على برامج عمل المرأة في القطاع الخاص بوزارة العمل الذي أوضح أن المشروع يسعى إلى إيجاد فرص وظيفية عديدة للسعوديين في قطاع التجزئة بشكل عام، والمراكز التجارية بشكل خاص. وبين الحاجة إلى تحسين بيئة العمل في المراكز التجارية خصوصا بعد تواجد المرأة السعودية في محال البيع، وإنشاء مراكز خدمية تهدف إلى توطين المراكز التجارية المغلقة وتأنيثها ما أمكن وفق التعليمات التي أصدرتها الوزارة. وأبان أن برامج عمل المرأة في القطاع الخاص خلقت تواجدا لوزارة العمل والجهات الشريكة، للتأكد من التزام جميع المحال بالأوامر الملكية، وقرارات مجلس الوزراء، والقرارات الوزارية لكل الجهات المشرفة على قطاع الأعمال إلى جانب متابعة تأنيث المحال التي صدرت بحقها قرارات من وزارة العمل، وأي قرارات تخص المرأة للتأكد من الالتزام وتطوير بيئة عمل لائقة للسعوديين والسعوديات داخل المراكز التجارية ومراقبتها لضمان الاستدامة، وتقديم حوافز للمحال وخدمات إضافية مقابل توظيف السعوديين والسعوديات. واستعرض الخطوة المستقبلية وهي مناقشة فكرة المشروع الرئيسية مع أصحاب المراكز التجارية، والمحال التجارية ومناقشة فكرة المشروع مع الجهات الحكومية الممكن تقديمها لخدمات في المراكز التجارية المغلقة، وإعداد خطة تنفيذية شاملة، فيما استعرضت عنبسة قنديل نائب رئيس شركة Solving Efeso تجربة قطاع البقالات في المملكة، مشيرة إلى أهمية تحسين نوعية الخدمات وتجربة التسوق في محال البقالة مسؤولية اجتماعية اقتصادية أمنية وبيئية، ودور محال البقالة باعتبارها مكونا هاما في أي مجتمع متوازن. وناقشت الجلسة الثانية محور أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاع البناء والتشييد حيث استعرضت التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالمواهب، وتطوير الأعمال برئاسة الدكتورة نائلة عطار رئيس مكتب استشارية للاستشارات الإدارية وباحثة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، حيث تحدث خلالها عبدالله رضوان مدير عام شركة الرضوان، وأكد أهمية تعزيز الثقة في القطاع الخاص، مبينا أن هناك الكثير من الآليات للحفاظ على الأمان الوظيفي. فيما استعرض الدكتور عبدالله الغامدي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للهندسة المدنية أهمية قطاع التشييد والبناء، باعتبار أن قطاع المقاولات أحد أكبر القطاعات الإنتاجية في المملكة، حيث تبلغ قيمة عقود المشاريع الحكومية في 2011م، 322 مليارا، وأن عدد العاملين في القطاع 2.8 مليون، في حين أن عدد العاملين السعوديين في القطاع 202 ألف، ونسبة السعودة في القطاع حوالى 7في المئة، مقارنة بأن نظام البناء الحالي غير جاذب للسعودة، ويتطلب عمالة مكثفة. وأكد د. الغامدي على أهمية تطوير نظام البناء الحالي من خلال تحسين الإنتاجية (الجودة، الوقت، التكلفة، الاستدامة) وخفض عدد العمالة غير السعودية في قطاع البناء والتشييد واستقطاب السعوديين في القطاع عبر إيجاد بيئة عمل جاذبة. أما الجلسة الثالثة فتناولت ممارسات الموارد البشرية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى النطاق الممتاز والأخضر برئاسة طارق العمودي مدير الموارد البشرية في شركة بروكتر اند جامبل P & G، وأكدت على أهمية التعليم والتدريب المتواصل بهدف رفع الكفاءات وتطويرها، وتأمين مسار للترقي وتقدير الأداء، مشيرة إلى أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تحقق بذلك الريادة وتحسن من تصنيفها ضمن برنامج نطاقات. وتتواصل جلسات المنتدى في التاسعة من صباح اليوم، وتتناول الجلسة الأولى «أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاع الصناعة» برئاسة الدكتور محمد سعيد دردير رئيس لجنة المكاتب الاستشارية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة يتم خلالها مناقشة محور التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالمواهب، تليها جلسة نقاش حول تطوير الأعمال برئاسة الدكتور خالد ميمني رئيس قسم إدارة الموارد البشرية في جامعة الملك عبدالعزيز. أما الجلسة الثانية فتتناول أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاع الخدمات برئاسة عصام مدني نائب الرئيس للموارد البشرية في مجموعة المهيدب.