العدوان الإسرائيلي على غزة في هذا التوقيت، لا يمكن فهمه وتبريره بأنه عقاب لحماس وردة فعل على تحرشات صواريخ كتائب القسام المحلية.. وبالتالي فإن هذا العدوان في شكله وتوقيته، يثير تساؤلا منطقياً هو: من المستفيد من هذه الخطوة ولماذا جاءت متلازمة مع تطورات الأحداث في سوريا بعد تشكيل الائتلاف الوطني وحصوله على الاعتراف العربي والدولي ممثلا شرعياً للشعب السوري. تشكيل الائتلاف والاعتراف به هو بمثابة إعلان دولي بانتهاء نظام بشار الأسد والتمهيد بقيام نظام وطني يمثل إرادة السوريين، وهذا يعني أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة إرادة شعبية لا يمكن ضبطها أو التفاهم معها كما كانت تفعل مع نظام الأسد لعشرات السنين. إذاً يمكن فهم العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه عملية لجس نبض المنطقة وأطراف عديدة متماسة مع القضية الفلسطينية ولها رابط معها. كما يمكن أن يكون خدمة تقدمها إسرائيل لنظام بشار الأسد المتداعي باعتباره أخف الأضرار. ويمكن أن يكون العدوان «اختباراً» للموقف المصري في هذا الظرف بعد مجيء الرئيس مرسي وما يمثله، كما يمكن أن يكون «فحصاً» للموقف التركي الذي وقف يوماً ضد العدوان. العدوان الإسرائيلي في هذا التوقيت يضع العديد من الأطراف أمام تحديات تتطلب موقفاً واضحاً. فهل يكون مناسبة تكشف ملامح مستقبل المنطقة؟ أم أنه حادث متكرر، تستعرض فيه إسرائيل قوتها وتحديها للإرادة والشرعية الدولية؟