برغم الرقابة التي تفرضها الجهات المختصة على بائعي الأغذية الفاسدة في مواسم العمرة والحج، إلا أن لهم في المدينةالمنورة ألف طريقة وطريقة كي يبيعوا السم في موسم الحصاد، يعملون في المنطقة المركزية وفي المزارع القريبة منها، ويعرف أهالي المدينة طعامهم جيدا، فهو يطهى بكميات كبيرة كيفما اتفق غير مراعين لصحة الإنسان وأهميته، ويطلقون عليه «طعام حجاج». جهود المديرية العامة للشؤون الصحية في المدينةالمنورة بالتعاون مع الأمانة تعمل للقضاء على المطابخ المخالفة التي تنشط خلال موسم الحج، وتمكنت من ضبط العديد منها وإحالتها إلى الجهات المختصة، على الرغم من أن تلك المطاعم تلجأ لطرق ملتوية لمزاولة عملها المخالف في مناطق عدة مثل المركزية، والأحياء المجاورة لها ولمزارع المدينة بعيدا عن الأنظار. وأوضح مساعد مدير عام صحة المدينة للصحة العامة الدكتور خالد بن ضيف الله الغيداني أن هناك جهودا كبيرة تبذل لمكافحة هذه الظاهرة التي تنتشر في موسم الحج، مبينا أن الصحة والأمانة قبضوا على العديد من القائمين على هذه المطاعم المخالفة التي تنشط في الخفاء. وحث الغيداني المستهلكين على عدم الشراء منهم حتى لا ينجحوا في ترويج بضاعتهم الفاسدة، مبينا أن مراقبي صحة البيئة والصحة المهنية في الصحة العامة بالمدينةالمنورة صادروا خلال جولاتهم الميدانية في موسم حج هذا العام 1052 كيلو جراما من المواد الغذائية المختلفة الفاسدة من مطبخ في أحد الفنادق، لافتا إلى أنه جرى رصد العديد من المخالفات تمثلت في وجود كميات كبيرة من الأكل المطبوخ مسبقا وغير صالح للاستهلاك الآدمي، وأضاف: «بمجرد وصول الفريق للموقع المذكور هرب العاملون من داخل المطبخ». إلى ذلك، أفاد مدير إدارة صحة البيئة والصحة المهنية بصحة المدينة المهندس عبدالله تركي التركي أن الفرق الميدانية التابعة لإدارة صحة البيئة والصحة المهنية بالصحة العامة نفذت جولات تفتيشية على أماكن الإعاشة لرفع مستوى الإصحاح البيئي خلال موسم الحج، لافتا إلى أن الجولات أسفرت عن ضبط مخالفات عدة في أحد المطاعم المعروفة بشارع قربان، كان يزود أحد فنادق المنطقة المركزية بوجبات غذائية بصورة مخالفة للنظام لعدم حصوله على تصريح يمكنه من مزاولة نشاطه. وذكر التركي أنهم عثروا على أطعمة مطبوخة فاسدة، وذبيحة كاملة و30 كيلو جراما من اللحم المطبوخ، إضافة إلى عثورهم على 40 حبة من لحوم الدواجن و30 كيلو جراما من اللحم المفروم في ظروف سيئة، مشيرا إلى أن الغرفة التي تحضر فيها الأطعمة تقع في فناء المطبخ الخلفي، وتفتقد لأدنى الاشتراطات الصحية، إضافة إلى عدم اهتمام العاملين بالنظافة الشخصية والنظافة العامة. من جهته، أوضح مدير الأسواق في أمانة المدينةالمنورة المهندس محمد سليهم أن الأمانة تبذل جهودا جبارة في هذا الشأن، مؤكدا أنها استطاعت ضبط عدد من المطابخ التي تسوق بضاعتها بطريقة مخالفة. في حين حذر خبير التغذية الدكتور سعد المرواني المستهلكين من الشراء من هذه المطاعم التي وصفها ب «غير النظامية» لما تقدمه من سموم على هيئة طعام، مؤكدا أن جميع ما تقدمه يفتقر لمواصفات الأكل الصحي.