وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية -حفظه الله- أخاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- بأن جهوده كانت ملموسة طيلة حياته، فوفقه الله في المحافظة على أمن هذه البلاد واستقرارها، إلى جانب الحزم الذي كان يتطلبه عمله، فقد كان رحمه الله سمحا متواضعا، وكان لينا من دون ضعف، وقويا من دون عنف. جاء ذلك في التقديم لكتاب (نايف بن عبد العزيز آل سعود: ببليوجرافية مختارة -وثائق- صور)، الذي أصدرته مكتبة الملك فهد الوطنية دأبا على خطتها في توثيق تاريخ أعلام هذا البلد الطيب ورموزه، والتعريف بإنجازاتهم وأعمالهم، ليطلع عليها أبناء هذا الجيل ومن يأتون بعدهم، وليعرفوا ما قدمه هؤلاء من تضحيات جسام، ومآثر جليلة. يشتمل كتاب (نايف بن عبد العزيز آل سعود : ببليوجرافية مختارة- وثائق- صور) على حصر ببليوجرافي بكل ما كتب عن الأمير نايف، وما كتبه بنفسه، وما لدى مكتبة الملك فهد الوطنية من وثائق وصور لمحطات مختلفة من حياته -رحمه الله- عبر المناصب التي تقلدها، ومن خلال رصد دقيق لكل ما كتب عنه من أبحاث ودراسات ومقالات. وتكمن أهمية هذا الكتاب في توثيق مسيرة الأمير نايف بالاعتماد كليا على أوعية معلومات من مقتنيات المكتبة، منها المعلومات المشتملة بالكتب والدراسات ومنها الوثائق والصور التي قلما يوجد مثلها في مكان آخر. وفي مقدمة الكتاب أوضح محمد بن عبدالعزيز الراشد أمين مكتبة الملك فهد الوطنية، الذي أعد الكتاب: «أن الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- كان شخصية متميزة في كثير من المجالات، فقد خصه الله سبحانه وتعالى بصفات كثيرة: الحكمة والخبرة والحزم، ناهيك عن حلمه غير المحدود، وكرمه، ومساعدته للمحتاجين، وحبه لفعل الخير في شتى النواحي..» ويضيف أيضا «فبالحكمة واجه الأمير نايف -رحمه الله- المواقف السياسية المتأزمة، والأحداث الطارئة الشائكة، وبالحنكة والإباء بسط الأمن في ربوع المملكة، وجعل منها واحة مطمئنة...». ويرى الأستاذ الراشد بأن من يتأمل في سيرة سمو الأمير نايف يتجلى له بكل وضوح أنه شخصية عالمية من الطراز الرفيع، وقامة شامخة في الخبرة السياسية، والكفاية الإدارية، والمهارة الاقتصادية، والغيرة الدينية، والرحمة الإنسانية.. وحول نشاطه العلمي يقول الأستاذ محمد الراشد: وقد أسهم إسهاما طيبا في كثير من المشروعات العلمية والجوائز التقديرية والأعمال الخيرية مثل: جائزة نايف بن عبدالعزيز لخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ومسابقة الأمير نايف لحفظ السنة النبوية، واهتمامه بهما اهتماما خاصا؛ إضافة إلى نشر كثير من الموسوعات العلمية على نفقته الخاصة، وغير ذلك من مشروعات البر والخير والعطاء». وتضمن الكتاب ثلاثة محاور رئيسة، الأول بعنوان: (نايف بن عبدالعزيز.. سيرة عطرة.. ومسيرة مباركة)، وتناول ترجمة لحياته، من حيث: الولادة والنشأة، والمناصب التي تولاها، واللجان التي رأسها وعضوية المجالس، وتطوير قطاعات الداخلية، والملفات الأمنية، والمعالجات الفكرية لقضايا التطرف والإرهاب، ومكافحة المخدرات، والعمل الإغاثي والإنساني عربيا ودوليا، وجهود سموه في خدمة العلم والمعرفة، ودعم الجمعيات العامة والعلمية، والجوائز والمؤتمرات العلمية، والأوسمة والشهادات، وهواياته، وأخيرا وفاته -رحمه الله-. وقد ذيل المبحث الأول بقصيدة ألقيت في الحفل الذي أقامته جماعة أنصار السنة المحمدية لتكريم الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ، ونشرتها مجلة (الهدي النبوي) في العدد العاشر من المجلد الثامن عشر في شوال 1373ه الموافق 1954م، نظمها وألقاها بين يدي سموه عبد الرحمن الوكيل. والمبحث الثاني بعنوان: (نايف بن عبدالعزيز .. ببليوجرافية مختارة)، وفيها رصد لما كتب عن سموه من دراسات خاصة أو عامة. وتضمن المبحث الثالث مسارد لأسماء المؤلفين والكتاب. واستند المنهج الببليوجرافي في الكتاب إلى قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية المقننة، المعتمدة على الترتيب الهجائي في تنظيم المواد من خلال إعطاء البيانات الببليوجرافية الكاملة للمواد. واشتمل الكتاب أيضا على ملحق خاص بالوثائق التاريخية، وملحق خاص بالصور النادرة. ووفقا لما قاله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في تقديمه للكتاب فإن هذا الكتاب بما احتواه من توثيق للكتب والمقالات والوثائق والصور سيساعد الباحثين والمهتمين في الوصول إلى ما يحتاجونه من معلومات لمعرفة جوانب مختلفة من حياة الفقيد وسيرته. بقي أن نذكر أن مكتبة الملك فهد الوطنية أصدرت كتاب (نايف بن عبد العزيز آل سعود : ببليوجرافية مختارة -وثائق- صور) ضمن السلسلة الثالثة .. الكتاب (87) بطباعة متميزة، وتجليد فاخر، حيث يقع في 354 صفحة من القطع الكبير.