برغم المساحة الشاسعة التي تتمتع بها محافظة العلا، وكثافة السياح القادمين إليها سنويا كونها مقصدا سياحيا هاما، إلا أنها تعاني نقصا حادا في مراكز الهلال الأحمر، فليس في المحافظة سوى مركز يتيم يضم فرقة واحدة لكل «وردية»، فهي التي تغطي جميع احتياجات السكان والزائرين، وحوادث الطلاب والزائرين في الطرق العامة. طالب السكان بضرورة إنشاء أكثر من مركز في المحافظة يقف أمام تزايد السكان وكثرة الحوادث المرورية والحالات المرضية. أكرم محمد مكي أحد سكان العلا أشار إلى المشكلة فقال: مركز واحد فقط في المحافظة يخدم جميع سكانها إضافة الى عابري الطرق السريعة المؤدية إلى المدينةالمنورة، ورغم حوادث السيارات المتكررة إلا أنها لا تجد سوى خدمات بسيطة لمواجهتها، وحتى المركز الموجود يعاني من قلة في عدد السيارات والمسعفين فلا يعمل في الفترة الواحدة سوى فريق واحد فقط. ويرى سليمان بن ناحي الفقيري أن مركزا واحدا غير قادر على استيعاب حجم تزايد السكان وتوسع رقعة المحافظة، وهذا ما يتوجه إليه أغلب أهالي المحافظة إن لم يكن جميعهم. ويضيف: نحن في مركز الحجر بحاجة ماسة لوجود مركز لانطلاق سيارات الهلال الأحمر، لخدمة الأهالي والسائحين الزائرين لآثار مدائن صالح والمسافرين على طريق العلا تبوك الجديد. علي بن محمد الصقير يقول: محافظة العلا تضم الكثير من القرى، وطرقها تسجل الكثير من الحوادث المرورية المؤلمة خاصة في فصل الصيف وهذا ما يزيد من حجم المشكلة، حيث تشهد هذه الطرق حركة سير كثيفة من قبل المسافرين ووقوع الحوادث يتطلب تواجد خدمات إسعافية لنقل وإسعاف المصابين ، وتزداد الخطورة حينما يكون في الحادث أكثر من مصاب فسيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر لا تحمل إلا مصابين اثنين فقط وقد تضطر إلى ترك الباقين مما يحتم على الموجودين نقلهم بواسطة السيارات الخاصة. أما يزيد بن صالح نصيف أحد السكان فيقول: يطالب جميع سكان العلا بتوسعة مركز الهلال الأحمر وزيادة عدد المسعفين وتطوير الآليات الفنية، مشيرا إلى أن المركز الحالي لا يلبي احتياجات أهالي المحافظة التي يبلغ عدد سكانها 100 الف نسمة تقريبا، ولا تخدمهم سوى فرقة إسعافية واحدة وثلاث سيارات. ويزيد على ذلك عبدالقادر بن سليمان مكي: نفتقد لإيجاد مراكز إسعافية تواكب الاحتياجات المتنامية للأهالي، ونتطلع لفتح مراكز إضافية تساعد المواطنين الذين يعانون في نقل مرضاهم إلى المستشفى. مضيفا بقوله: إنه لا يوجد سوى مركز وحيد بمحافظة العلا، والمحافظة بحاجة إلى أكثر من مركز إسعاف لتقديم الخدمات الإسعافية للمواطنين. وفي ذات السياق يطالب عبدالله الشيخ صالح بضرورة افتتاح مراكز إسعافية مساندة على الطرق كطريق العلا المدينة وذلك لتقديم الخدمات الإسعافية لمرتادي الطرق التي تكثر فيها الحوادث المرورية ويروح ضحيتها أناس أبرياء وذلك بسبب عدم وجود مراكز قريبة من هذه الطرق للهلال الأحمر لكثرة الحوادث فيها. وأضاف أن الهلال الأحمر في محافظة العلا يعاني نقصا كبيرا وحادا في عدد المسعفين والكوادر والمعدات بالإضافة إلى أن المبنى الحالي وهو مبنى مستأجر، مشيرا إلى أن الخدمات الإسعافية تتم على الطرق بشكل إنساني، إذ يتبرع مواطنون بنقل الحالات المصابة أو المرضى بسياراتهم الخاصة من دون أن تكون لديهم دراية بالإسعافات الأولية، مشيرين إلى أن العلا تحتاج إلى مراكز للهلال الأحمر، مناشدا المسؤولين النظر في الخدمات الإسعافية التي تهم حياة المواطن. «عكاظ» توجهت بتلك المطالبات والهموم إلى إدارة الهلال الأحمر بمنطقة المدينةالمنورة، وطالب متحدثها الإعلامي محمود خياط بإرسال الأسئلة على الفاكس، ولا رد إلى الآن.