كنت متشوقا لأداء فريضة الحج للمرة الثانية هذا العام ولكنني لم أنهِ الفترة النظامية اللازمة للسماح بالحج مرة أخرى وما منعني من أن أحج مع مئات الآلاف الذين حجوا من الداخل بدون تصريح هو طاعتي لولي الأمر وخوفي من أن لا يقبل الله حجي لأسباب عدة أولها أنني حججت حجة الفريضة مسبقا وشعرت أنني سوف أكون مزاحما لأخوتي الذين جاؤوا من أصقاع الأرض البعيدة أملا لأداء هذا الركن بيسر وسهولة إلى جانب منافستي غير العادلة لبقية الحجاج في الخدمات الصحية والتموينية والنقل وخلافها. شاهدت مقابلة سمو الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية مع الإعلاميين بعد موسم الحج وأعجبني تأكيد سموه على تعزيز ثقافة الحجيج حول الطرق المثلى لأداء هذا المنسك العظيم والالتزام التام بالأنظمة والتعليمات. وأنا هنا أشدد على تعزيز هذه الثقافة لدى حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين على حد سواء بالإضافة إلى موظفي الدولة وكل من له دور وتأثير في الحج حيث إنه ليس من العدل في وجهة نظري أن يتم التساهل والتعاطف مع الحجاج غير النظاميين من أي موظف بالدولة مهما كان المبرر، فما ذنب الذين أصيبوا في التدافع عند القطارات مع يقيني بوجود تقصير من الشركة المشغلة للقطار وشركات الحج والجهات التنظيمية الأخرى بالإضافة للحجاج الذين لا يحملون تذاكر . ثم لابد أن يكون هناك قائمة توضع بها أسماء الحجاج غير النظاميين إلى جانب المقصرين في أداء مهامهم على الوجه المطلوب وأولهم الإعلاميون وأنا منهم حيث لم يكن هناك إبراز كافٍ لظاهرة الحج غير النظامي ومشكلاتها المتوقعة من افتراش وتدافع قد تؤثر على سلامة الحجيج. ويجب أن تعزز التوعية الدينية عن هذا الأمر في خطب يوم الجمعة والوسائل الإعلامية والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة بكافة لغات الحجاج والتشديد عل حرمة مخالفة أنظمة الدولة والإضرار بصحة وسلامة الحجاج ومسؤولية رجال الأمن عن ضبط التسلل من قبل بعض الحجاج للمشاعر فليس هناك مجال للعاطفة والتسامح في هذا الأمر عندما يتعلق الأمر بسلامة الحج والحجيج.. وفي النهاية نجاح حج هذا العام مع هذه الأعداد الكبيرة من الحجيج تم بفضل الله ثم بجهود رجال مخلصين .. وأتمنى حجا أكثر نجاحا وتنظيما في العام القادم بإذن الله. [email protected]