فوجئت أسرة سورية بعودة طفلها الرضيع الذي اعتقد الجميع أنه قضى تحت ركام المنزل الذي دمرته قوات نظام الأسد قبل عدة أشهر في إطار حملتها الشرسة ضد أبناء الشعب السوري دون أن تفرق بين صغار أو كبار .. نساء أو رجال. ولا أحد يعرف كم من الوقت بقي الرضيع «بشر الطواشي» تحت أنقاض منزله في العاصمة السورية، قبل أن يعثر عليه عناصر من الجيش السوري الحر، ويسلمونه إلى أسرة أخرى لرعايته. وبالأمس فقط عاد الطفل البالغ من العمر سنتين، إلى كنف أسرته الحقيقية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست أن والدي «بشر» وسط الفوضى العارمة والمتسرعة، في الهروب من مواقع الاقتتال بين قوات النظام الأسدي ومقاتلي الجيش السوري الحر، إعتقدا أن طفلهما قضى تحت الركام، أو أن أحدا من أفراد أسرتهما الكبيرة الذين كانوا يقطنون معهما قد حمله معه أثناء هروبه من موقع القتال في حي القابون الدمشقي الصيف الماضي. وأضافت أن تواصل القتال حال دون عودة الوالدين للبحث عن الطفل المفقود لدى وصولهما إلى مخيم للاجئين وإدراكهما بأن بشر ليس معهما. واعتقادا من الوالد مشهور الطواشي والوالدة عرين الدكار المفجوعين بأن بشرا لم يخرج سالما من القصف، فقررا السفر إلى قبرص ووصلا إليها في 6 أغسطس الماضي، بصحبة ولديهما الآخرين 4 و 6 سنوات بحثا عن ملجأ آمن، ولكنهما سمعا كلاما بأن طفلهما بشر يمكن أن يكون حيا وذلك عبر أحد الأقارب الذي اتصل بهم هاتفيا في مقرهم الجديد بمدينة ليماسول القبرصية. وبعد معاملات طويلة ومعقدة تدخلت فيها وزارة الخارجية القبرصية مع الحكومة السورية، تأكد الخبر بأن الطفل مايزال حيا وتم لاحقا تسليمه إلى أبيه في العاصمة اللبنانية بيروت ومنها اصطحبه إلى قبرص. والد الطفل قال: لا أستطيع وصف شعوري عندما رأيته كانت سعادتي عارمة لأنني تمكنت من رؤيته مجددا في البداية لم يعرفني لكنه سرعان ما عانقني وبدأ يناديني مرددا .. أبي، أبي.