كشفت شرطة منطقة الرياض أن المطلوب الذي قتل أمس الأول لدى محاصرته يعد من المطلوبين الخطرين لديها على خلفية قضايا جنائية، مبينة أنه احتجز عائلة وافدة كرهائن فيما قبض على مرافقه. وأكدت الشرطة أنه نظرا لما يشكله المطلوب من خطر على ساكني الحي وحفاظا على أرواحهم ووفق الأنظمة والتعليمات، تمت إصابته بعد أن حاول الفرار واستيلائه على سيارة بالإكراه. وأوضحت شرطة منطقة الرياض في بيان صادر عنها أمس السبت (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) أنه في ليلة الجمعة 10/12/1433ه وأثناء قيام إحدى دوريات الأمن بعملها قرب تقاطع طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول مع شارع أبو الأسود الدؤلي في حي النسيم اشتبهت بسيارة لومينا سوداء اللون، وعند استيقافها أشهر قائدها السلاح (مسدس) تجاه أحد رجال الدورية، وعند محاولة ضبطه تمكن من الفرار، فيما تم القبض على مرافقه، وجرت متابعة الهارب فدخل إلى إحدى الشقق المفروشة وهدد سكانها وارتدى ملابس أخرى للتمويه على رجال الأمن، فاستمرت متابعته حتى دخل إلى شقة أحد الوافدين واحتجزه وعائلته وبدأ يطلق أعيرة نارية من نافذة الشقة تجاه رجال الأمن، ثم خرج منها وهو يطلق النار بشكل عشوائي محاولا الفرار واعترض طريق سيارة بي إم دبليو موديل 2013 بيضاء وأنزل قائدها منها تحت تهديد السلاح، فقام رجال الأمن بإعطاب إطاراتها لمنعه من الهرب، فلم يجدا بدا من النزول ومواجهة رجال الأمن فأطلق عليهم النار وبادلوه بإطلاق النار حوله لكنه كان يصوب طلقاته نحوهم تارة وبشكل عشوائي تجاه المارة تارة أخرى، فلم يكن هناك بد من إصابته لحمايته وحماية من حوله، ومنعه من تهديد أهالي المنطقة وسالكي الطريق وتعريض أرواحهم للخطر لاسيما أن الجاني يحمل معه سلاحا ناريا وذخيرة حية، كما بدا من تصرفاته أنه بحالة غير طبيعية، فتم تصويب طلقة تجاهه أدت إلى إصابته والسيطرة عليه، وتبين أنه بحالة سكر، ونقل على إثر ذلك إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، حيث توفي متأثرا بإصابته. وأشار البيان إلى أن الجهات المختصة باشرت التحقيق على الفور لمعرفة كافة تفاصيل وملابسات القضية واستكمال إجراءاتها، علما بأن الشخص كان مطلوبا بعدة قضايا هامة مقيدة لدى شرطة منطقة الرياض. «عكاظ» في موقع الحادث ووقفت «عكاظ» ميدانيا في موقع الحادث وحصلت على سيناريو العملية الأمنية، حيث أفادت المعلومات بأن المطلوب توجه بعد متابعة الجهات الأمنية له شرقي الرياض، إلى مجمع سكني مكون من عدد من المباني والمداخل ويضم أكثر من 20 شقة في شارع وادي الرشاء بالنسيم الشرقي، وبعد المتابعة الأمنية لجأ المطلوب إلى المبنى الأول من المجمع ودخل على وافد وأسرته واحتجزهم ومن ثم بدأ بإطلاق النار على رجال الأمن عبر نافذة الشقة، لينتقل بعدها إلى سطح المبنى، حيث فوجئ بأنه مغلق، فعاد مرة أخرى إلى فناء المبنى الأول في محاولة للهروب، إلا أن رجال الأمن والدوريات الأمنية كانوا له بالمرصاد، حيث حاصروا الموقع بالكامل، لينتقل في محاولة منه للهروب إلى الفناء الملاصق، وهو المبنى الثاني حيث أشهر سلاحه في وجه أحد قاطني البناية وطالبه بالتراجع. ولتأصل الإجرام في نفس المطلوب كان يحمل معه حقيبة صغيرة بها ملابس سعيا منه للتمويه على رجال الأمن، حيث قام بلبس سترة عسكرية مشابهة لزي أحد القطاعات الأمنية بعد انتقاله إلى داخل فناء المبنى رقم 3 وصعوده إلى السطح والققز منه إلى سطح المبنى الأخير من المجمع. تهديد حياة الآمنين للخطر واستخدم المطلوب وهو سعودي الجنسية مخرج الطوارئ للمبنى الرابع والأخير من المجمع والمطل على الشارع العام في النزول إلى الشارع العام وهو شارع طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول، والذي كان يكتظ بالماره (ليلة العيد) وقام بإطلاق النار على رجال الأمن وبشكل عشوائي على المارة، حيث قام بالاستيلاء على مركبة أحد المارة وذلك تحت تهديد السلاح في محاولة منه للفرار من رجال الأمن. احترافية رجال الأمن ولخطورة الموقف على حياة المارة وسكان الحي أطلق رجال الأمن النار على إطارات المركبة لمنعه من الفرار إلا أنه واصل إطلاق النار على رجال الأمن، حيث قام أحد القناصة من رجال الأمن ووفق الأنظمة والتعليمات بإصابته لوضع حد لإنقاذ أرواح المارة والسكان، وتمت السيطرة عليه ونقل إلى أحد المستشفيات لعلاجه حيث توفي متاثر بإصابته. الإجراءات الأمنية واتخذت الجهات الأمنية ودوريات الأمن بشرطة منطقة الرياض فور وقوع المواجهة المسلحة مع المطلوب عددا من الإجراءات الأمنية تمثلت في إغلاق كافة مداخل ومخارج الحي، ومطالبة أصحاب المحلات التجارية والسكان بعدم الخروج من منازلهم حفاظا على أرواحهم، في ظل تهور المطلوب وقيامه بإطلاق النار بشكل كثيف وفي جميع الاتجاهات، وقد تسببت الأعيرة النارية التي كان يطلقها المطلوب في إلحاق أضرار بعدد من السيارات وحائط أحد المنازل المجاورة. وباشرت الجهات الأمنية (الدوريات الأمنية والتحريات والبحث الجنائي) بالإضافة إلى الأدلة الجنائية مسرح الحادث وبقيت فيه حتى ساعات الصباح الأولى من يوم العيد. شاهد عيان وتحدث ل «عكاظ» أحد سكان المجمع السكني وهو من جنسية عربية قائلا «عند حوالي الساعة الحادية عشرة من ليلة العيد (يوم الجمعة) فوجئت عند خروجي من باب البناية بوجود شخص يرتدي بنطالا أبيض وعليه سترة عسكرية وبيده سلاح أشهره في وجهي وبقية السكان، مطالبا إيانا بالعودة إلى داخل البناية، واتضح لاحقا أنه مطلوب يلاحقه رجال الأمن». وقال عمال أحد المحلات التجارية المطلة على موقع الحادث إنه شاهد شخصا يحمل سلاحا ويقطع الطريق الرئيس (طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول) ويطلق النار على رجال الأمن قبل أن يصيبوه ويقع على الرصيف وسط الشارع.