اكتست الكعبة المشرفة أمس الكسوة الجديدة، جريا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام، حيث يتم استبدال كسوة الكعبة الحالية بكسوة جديدة، وذلك بحضور مدير عام كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد باجودة وعدد من منسوبي الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومن مصنع كسوة الكعبة المشرفة. وتم إنزال الكسوة الموجودة على الكعبة المشرفة واستبدالها بالكسوة الجديدة، باستخدام سلم كهربائي متحرك، تمكن من خلاله 30 عاملا من فك حبال كسوة الكعبة المرتبطة ب 47 حلقة موجودة في كل جهة من جهات الكعبة المشرفة وتركيب الكسوة الجديدة مكانها. وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة أكثر من 20 مليون ريال، وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، بينما يبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. وتبلغ كمية الحرير المستخدمة في الثوب نحو 700 كيلو جرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود و 120 كيلو جراما من أسلاك الفضة والذهب، مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين. ويوجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، في حين يوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، الحمد لله رب العالمين، ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع، وهي معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض. صناعة الكسوة وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل باللون الأسود أو الأحمر أو الأخضر، ومرحلة النسيج ويتم فيها تحويل هذه الشلل المصبوغة إما إلى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزام والستارة أو إلى قماش حرير جاكارد المكون لقماش الكسوة. ومرحلة الطباعة ويتم فيها طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين، وذلك تمهيدا لتطريزها ثم مرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة المشرفة. وتتم صناعة الكسوة في مصنع كسوة الكعبة المشرفة الذي يحظى باهتمام كبير وعناية فائقة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، حيث زود بأفضل الآلات والمعدات الآلية والكوادر البشرية الوطنية المؤهلة والمدربة على هذه الحرفة المتميزة والفريدة من نوعها. ويعد مصنع الكسوة مفخرة من مفاخر هذه البلاد ومأثرة من مآثرها المباركة ويضم المصنع أقسام الصباغة، والنسج اليدوي والآلي، والطباعة والتطريز، وخياطة الحزام والاعلام والستارة ويعمل بها 240 موظفا من الطاقات السعودية المؤهلة والمدربة على هذه الصناعة المميزة، وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة بالإضافة إلى الاعلام والقطع التي تقوم الدولة بإهدائها لكبار الشخصيات.