تحدثت مع أحد الأبناء الذي يدرس في الصف الأول المتوسط عن جدول الضرب وناتج بعض العمليات الحسابية فيه فوجدته مع الأسف لا يعلم من جدول الضرب إلا الاسم ولا يفقه فيه شيئا رغم أنه في مرحلة دراسية متقدمة وفي سن أصبح فيه جدول الضرب من أبجديات الحياة. وعندما سألته عن عدم حفظه لجدول الضرب في السنين الدراسية الماضية قال لي بأن المدرسة لم تلزمهم بحفظ هذا الجدول وإن الأمر متروك للطالب متى مارغب حفظه أو لا .. والحقيقة أنني تألمت لهذا الواقع المؤسف إذ كيف لايلزم الطالب بحفظ جدول الضرب وهو أمر لاشك سيحتاجه في شتى أنحاء الحياة ولن يستغني عنه شئنا أم أبينا ولعل المؤسف حقا هنا هو أن عذر المدرسة أن الحاسبة الآن أصبحت رفيق الطالب في الاختبارات نهاية كل عام ولا داعي من حفظ جدول الضرب ولا أهمية له.. بعد حديثي مع هذا الابن عرفت لماذا أصبحنا نرى طلابا كسالى مهملين ومتأخرين في شتى أنحاء حياتهم إلا من رحم ربي وماذاك إلا بسبب عدم الاهتمام بهم من المراحل الأولى في حياتهم العلمية إذ كيف نستطيع أن نتطور ونحن لم نزرع في عقول أبنائنا تشغيل عقولهم في العمليات الحسابية فضلا عن غيرها من المسائل العلمية خاصة أن التنافس بين الدول الآن أصبح يقاس بذكاء وفطنة أبنائها وسرعة بديهتهم واستنتاجاتهم العلمية المميزة واختراعاتهم المذهلة وتشغيلهم العقول التي خلقها الله للإبداع والابتكار وحل أصعب الأمور وأعقدها.