بات لزاما أن نعترف أن آلية الغموض هي المسيرة للحراك الرياضي وأن رفع الصوت لتقوية الحقيقة الغائبة هو الفرصة الوحيدة لكسب الوقت في لحظات التأزم، ولا يمكن لأي شخص أن يغيّب الحقيقة باستمرار، إذ لا بد أن تنجلي مع أول بزوغ للحظات الواقع والتعقل، هذه الممارسات صفات نتميز بها ليس لأنها مكتسبات، لكنها أحداث نعاند بها الآخر.. الأهلي والاتحاد سيدا المشهد الآسيوي، كم نادٍ وصل لمراحل الاستحقاق من مدينة واحدة أو بلد واحد ولم نسمع شيئا عن هذه المماحكات الرياضية، الوعي يفضح حالات العقول المريضة؟ كيف.. حينما يمارس الصمت «فعلا وعملا» يكون القرار أكثر صوابا؛ لأن الصمت يزيد دائرة الرؤية للحدث، يبعث الوعي، وإدراك اللحظة، وحقيقة الذات، ذلك أنه لا يأتي من الخارج، إنما هو نمو داخلي لهذا يتفتح (العقل /الفعل) في حالات الصمت، ويكون رد الفعل في حالات (الصخب) من صناع القرار أي قرار أقل وعيا وربما أكثر تأثيرا، خاصة على مستوى الأندية كمسؤولين؛ لأنها تظل تقبع تحت تأثير اصطفاف جماهيري ضاغط يجعل تصرفاتها وفق نظرية (الصخب) فيفتقدون الرؤية وتصبح قراراتهم (ردة فعل) تابعة للمدرج. من المفترض من الإدارتين أن تكونا المبادرتين (الفعل) تمارسان فيه وعي اللحظة ورؤية الحدث لكنها أنديتنا! الضغط الجماهيري يضعف إرادتها، فتحاول معها استرضاء المدرج وكسبه وبالتالي استمرارها على رأس الهرم، وهو ما يصدق على تسمية كسب الشعبية أو إرضاء المدرج. لقد جاءت أحداث (نهائي التنس) في الاستحقاق الخليجي بين الناديين الأسبوع الماضي جرس إنذار لما هو «أسخن»، لذا جاء التدخل لتثبيت نسبة ال 20% السارية حتى اللحظة، وهو نجاح للفعل (المسؤول) بحيث يكون المدرج (الجنوبي) في اللقاء الأول أهلاويا بالكامل، (والشمالي) اتحاديا في اللقاء الثاني، حلا أمنيا، بل أرى منطقية هذا الحل في ظل قوانين وأنظمة الاتحاد الآسيوي وكذلك حفاظا على حقوق الأندية، إذ إن ما سيكسبه الاتحاد في يوم السادس من هذا الشهر هو أيضا مكسب للأهلي في لقائه الثاني منتصف الشهر «لا ضرر ولا ضرار»، كما أنه حل للجم انفلات إعلامي لا يرى في الحقيقة غير التأويل الذي كلما زاد أو اعتلى ذهب به إلى مواقع الظنون، كما أنه في الوقت ذاته حد لجماهير تتلقى كل ما يقال أو يكتب حقيقة، وتبني عليها (حقوق)، الجانب الآخر يرى أن كل هذا «الاستئساد» الاتحادي هو ردة فعل على خسارتهم لصراع (التأجيل) في دوري زين. الارتقاء لمستوى الفكر والحدث أي حدث يعطي الانطباع الأجمل بأنه مهما كان الاختلاف، تظل هناك أرضية مشتركة ترى في الصالح العام مكتسبات لا يمكن تجاوزها أو التطاول عليها، وأن ممارسة العناد تجاه الآخر لا تجلب المصالح بقدر ما تسيء للواقع. أؤمن بقانون إعطاء كل ذي حق حقه وفق الأنظمة المسيرة من نزالات محلية -كانت أو إقليمية أو حتى دولية لكنني في الواقع ألمس وأتعايش مع المجتمع وأعرف بعدهم (الخيالي) للأنظمة والقوانين وأن ثقافة التنافس آخر اهتماماتهم.. كما أن فوضى الشارع والمدرج هي الأقرب لتصرفاتهم. *** كل العيون الآسيوية ستكون حاضرة في نزال أبناء المدينة الواحدة (الأهلي والاتحاد)، أعطوهم انطباعا أننا فعلا أبناء مدينة وبلد واحد، وعلى الجماهير واللاعبين أن يصدروا لهم وعيا جماعيا تقوم محاصصته على الألفة والوئام.. على اعتبار أن الصورة هي الحدث في هذا العصر. كل الأهلاويين لا يعرفون من سيلعب في النزال الآسيوي أمام الاتحاد في ظل أخبار تصيبهم بالتوتر أكثر، مؤكدة أن ثقل الفريق سيغيب بسبب الإصابات التي باتت تضرب بكثر وبدهشة، لكن التوتر في المدرج الاتحادي « جمهور ولاعبين» لا أرى له مبررا في ظل كثرة جماهير واكتمال وجاهزية لاعبين سوى عقدة «الأهلي في النهائيات». للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة