الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس أحد رموز الموسيقى والغناء في المملكة والخليج والجزيرة العربية استطاع بإحساسه الفني وذكائه وحضوره الطاغي ومواهبه الفذة أن يوجد لنفسه مكانة عالية بين أوساط رموز الغناء في الوطن العربي.. ولطالما أثرى الساحة الفنية بألحانه وخبراته الفنية والموسيقية وأعماله الغنائية المميزة التي تغنت بها الجماهير العربية قبل الحناجر، وساهم في تسليط الأضواء وبناء نجومية العديد من المطربين من خلال ألحانه وجمال موسيقاه وتألق فنه، وذلك منذ سبعينيات القرن الميلادي الماضي عندما كان يدرس الموسيقى في القاهرة عندما تعامل مع حنجرتي البحريني إبراهيم حبيب «مرار» والكويتي عبدالكريم عبدالقادر «عاشق وظل صبري يطول، غريب، أنا رديت لعيونك، باختصار» وغيرها الكثير من الأعمال الراسخة والكامنة في وجداننا، إلى أن استقر في الكويت أستاذا للموسيقى في معهدها. ثم جاءت مرحلتي تعاونه مع محمد عبده «محتاج لها، جيتك حبيبي، الفجر البعيد، انت نسيت، خضر الفايل، كلك نظر، ابعتذر»، وغيرها الكثير إلى أن جاء دوره مع طلال مداح «أحرجتني، يا أحلى زهرة في الجنوب». عبر إدريس في تصريح خاص ل «عكاظ» عن إعجابه بكتاب «المحضار مرآة عصره» وتقديره لمؤلفه الباحث رياض عوض باشراحيل الذي استطاع أن يقدم كتابا موسوعيا عن شاعر موسوعي هو رفيق درب عبدالرب وصديقه الشاعر والملحن حسين أبوبكر المحضار .. وفيه قال: «أعتبر هذا الكتاب صفحة ناصعة ووثيقة فنية هامة قدمها المؤلف عن شاعرنا وفناننا حسين أبوبكر المحضار وأعطانا فيها كل ما يمكن أن يعطى عن تاريخ وفن وإبداع المحضار لما له من مكانة في قلوبنا وقلوب كل عشاقه في حضرموت واليمن وفي الساحة الخليجية والعربية عموما وتقديرا لما قدمه للموسيقى والشعر والطرب من أعمال غنائية خالدة. المحضار هامة كبيرة افتقدناها في هذا الزمن فجاء هذا الكتاب خطوة في الطريق الصحيح لينطق بالوقائع والمشاهد والصور عن تاريخ الشاعر وفنه فسد بحضوره ثغرة واسعة من الفراغ الذي تركه غياب الشاعر، ولاشك سيكون له تأثيره في الدراسات النقدية والفنية عن المحضار في المستقبل باعتباره مصدرا من المصادر الهامة لدراسة حياة وفكر وفن الشاعر. وحول علاقة المؤلف بالشاعر المحضار قال الدكتور عبدالرب: «الكاتب رياض باشراحيل استطاع أن يجلي في كتابه سيرة الشاعر وأن يقدم كل ما كتب أو ما عرف عن المحضار وما لم يعرف في حياته وفي أشعاره وهو من أقرب الناس إلى المحضار كان قريبا منه كظله، حظي بمجالسة الشاعر ومحاورته ومرافقته له في مناسبات كثيرة. واستطاع في هذا الكتاب أن يستشف الكثير من الأوضاع والمواقف والحقائق الخاصة بالمحضار والتي لا يطلع عليها أحد، استطاع أن يأخذ من المحضار ما لم يستطع غيره أن يأخذه وذلك من خلال جلساته معه ومناقشاته، استطاع أن يستجلي آراء المحضار في الفن والحياة والتي كان المحضار في حياته يرويها على فطرته وسجيته بشكل بسيط عادي في مجالسه الخاصة، استطاع جمع تلك الذكريات والأخبار والمواقف والآراء ودونها من منطوقه اليومي، ورواها لنا بقالب أدبي جميل بعد أن أعاد صياغتها ووضعها بين أيادي القراء وجمهور الشاعر من خلال الكتاب بهذا الثراء والخصوبة والتميز». الكتاب بلا شك تاريخ فني ومصباح أضاء طريق الحياة الفنية وكشف صفحات مجهولة من حياة المحضار وفنه، ومقدمة الكتاب التي كتبها الدكتور عبدالله باسودان اتسمت بالعمق فنيا وتاريخيا، فالمحضار رجل موسوعي في فنه وحتى في علاقاته فأصدقاؤه كثر ومحبوه كثر أيضا. وحول علاقته الفنية والشخصية بالمحضار قال الدكتور عبدالرب إدريس: «المحضار لاشك رفيق درب وصديق حميم تجمعنا به ذكريات فنية امتدت لسنوات طويلة في حياته وقد حظيت منه بالكثير من الأغنيات التي قدمتها في ألبومات متعددة، البعض منها أخذتها جاهزة ملحنة أي من ألحانه والبعض الآخر قمت بتلحينها واجتمعنا معا في البناء الفني لتلك الأغنيات ومنها «طائر بلاريش، يا راحة الروح» وغيرها. ومؤلف الكتاب حريص على تدوين كل ما يقع تحت بصره من تراث المحضار وتدوين قصائده التي لم تسجل في دواوينه الصادرة لحفظها من عاديات الزمان.. وقد جمعتني به جلسات خاصة وأعطيته بعض القصائد التي احتفظ بها وهي لم تدون في دواوين الشاعر وتعد جزءا مهما من كنز المحضار الفني ومن ثروته الإبداعية الكبيرة.