حذرت المدير التنفيذي لمركز محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سامية العمودي من تزايد حالات سرطان الثدي في المملكة بعد أن سجلت 26 % من إجمالي حالات الأورام النسائية الأخرى أي بمعدل ألف حالة سنويا وذلك وفقا للسجل الوطني للأورام ليصبح السرطان رقم واحد بين النساء. وأضافت ل «عكاظ» بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي «مازلنا في مرحلة الخطر، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنه بحلول عام 2025م سيرتفع معدل الإصابة بسرطان الثدي في المملكة بما يقارب 350 %، أي أن هناك تحديا كبيرا ما لم نقم بالاستعداد لمواجهة هذا الخطر المقبل من الآن». وبينت العموي أن الجهود المبذولة في مكافحة سرطان الثدي ليست كافية، لكنها حتما اختلفت عما كانت عليه سابقا، فهناك حراك من جميع فئات مقدمي الرعاية الصحية من الوزارة والجامعات والقطاعات الخاصة وغيرها. وأشارت إلى أن نسبة الحالات المتقدمة من سرطان الثدي في المملكة تمثل 70 % من الحالات، مما ينعكس على خفض معدل الشفاء، بجانب التكلفة الاقتصادية في إهدار الموارد، حيث إن تكلفة عمل فحص الماموجرام في المتوسط هي 500 ريال، بينما تبلغ كلفة علاج مريضة سرطان الثدي حوالي 500 ألف ريال في المتوسط، وبالتالي فإن وجود برنامج وطني وإقرار إلزامية فحص الماموجرام للسيدات فوق ال 40 يعد أحد الحلول العاجلة لمواجهة هذا المرض الذي هو في نظري مرض عائلة لا مرض فرد، لأنه يؤثر على جميع مناحي حياة المريضة وعائلتها وكل من حولها. ورأت د. العمودي أن هناك عدة عوامل أهمها تمكين المرأة وتوفير المعلومة لها بأهمية الكشف المبكر، وهو ما يتم من خلال نشر الوعي، وإدخال هذه القضية ضمن مناهجنا الدراسية، فهذه المشاكل الصحية لابد أن يعرفها المتلقي كل على حسب عمره، والمعرفة قوة في ظل قلة وعي النساء بأمور كثيرة عن صحة الثدي، وتوفير آلية فحص الثدي، وهذه حقوق صحية يجب أن تدركها المرأة وتبحث عنها، وأيضا المشاركة الاجتماعية في نشر ثقافة الفحص المبكر الذي يمثل حجر الزاوية في قضية سرطان الثدي، حيث إن الاكتشاف المبكر يرفع معدلات الشفاء إلى ما يقارب ال98 %، منوهة بدور الإعلام الرئيسي في نشر هذه الثقافة عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في إيصال المعلومات إلى العامة والمتخصصين. إلى ذلك، تصدرت محافظة الأحساء قائمة مدن ومحافظات المنطقة الشرقية الأعلى إصابة بسرطان الثدي عند النساء خلال حملة «الشرقية وردية» بعد أن شكلت ربع العدد الكلي من حالات الإصابة التي تم الكشف عنها في الثلاث سنوات الماضية، في الوقت الذي جاءت كأكثر المحافظات وعيا وثقافة لدى النساء في إجراء فحوصات «الماموجرام» والتعرف على طبيعة وأعراض هذا المرض. وأوضحت رئيسة حملة «الشرقية وردية» الدكتورة فاطمة الملحم رئيسة قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر أن محافظة الأحساء سجلت 7 حالات بسرطان الثدي ضمن 23 حالة تم اكتشافها بالحملة منذ انطلاقتها قبل ثلاث سنوات وهو العدد الأعلى بين مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، مشيرة إلى أن 2000 امرأة بالأحساء أقبلن على الفحص في سيارة الماموجرام خلال الحملة وهو ما يمثل نصف العدد الكلي الذي وصل إلى 4 آلاف امرأة فوق سن الأربعين حيث اعتبرته دليلا على الوعي الصحي الكبير لدى نساء هذه المحافظة. جاء ذلك خلال افتتاح حملة «الشرقية وردية 4» والتي تنظمها جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية للتوعية بسرطان الثدي في الأحساء.