أقصى مراحل الفشل وأكثرها عصيا على العلاج عندما تصل الحال بالمسؤول إلى فقدان التفاعل والمبادرة تجاه ما تكشفه وسائل الإعلام من فساد أو إهمال في الجهة التي يحمل لواء المسؤولية فيها، كل يوم تكشف وسائل الإعلام الكثير من الحالات التي تحتاج إلى تدخل المسؤول وتحركه للتحقق مما نشر ومحاسبة المتورطين لكن لا يحدث شيء وكأن ما ينشر يخص دولة أخرى غير بلادنا، ادخلوا موقع أي صحيفة على الإنترنت ودققوا في كل الأخبار وحالات الفشل أو الفساد ستجدون أن القليل جدا منها تم تحرك المسؤولين ووضع حل له، تبلد بعض المسؤولين وتركهم الحبل على الغارب وعدم احترام ما نشرته وسائل الإعلام يدل دلالة واضحة أن هؤلاء المسؤولين أكثر من غيرهم يضربون بالرقابة عرض الحائط، نشرت وسائل الإعلام تقريرا تجاريا يفيد أن نصف السلع في بلادنا مغشوشة، هذه المعلومة القاسية لن تحرك ساكنا حتى الآن عند أي من المسؤولين المعنيين في هذه الكارثة التي تجعل المواطن ضحية، وتمس سمعة بلادنا أمام بلدان العالم كبلد شرق أوسطي لا توجد به ضوابط صارمة، هذه المعلومة – إن صدقت – فعلى المسؤولين عنها ترك المسؤولية لغيرهم، كما أني أجزم أن هيئة المواصفات والمقاييس ليست وحدها المسؤولة عن هذه الحالة، علينا أن لا نفقد الإحساس ونقاوم التبلد لنتخيل حجم الكارثة، من حقنا أن نحلم بامتلاك سوق قوي يخلو من الغش، سوق قادر اقتصاديا على الاتحاد مع الأسواق الأخرى وتحقيق فائدة مشتركة نتحصل من خلالها على اقتصاد أكثر قوة ومتانة من ذي قبل، أن نملك سوقا نصفه مغشوش كارثة لا يجب أن تمر مرور الكرام بحيث تتم محاسبة المسؤولين الذين أوصلوا السوق السعودي لهذه الحالة! [email protected]