في وقت تتجه رئاسة الجمهورية المصرية نحو مواجهة جديدة مع القضاة، تظاهر آلاف المصريين في العاصمة القاهرة، وعدد من المحافظات أمس، في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم «جمعة الحساب» لمحاسبة الرئيس مرسي على تعهداته الواردة في برنامج ال 100 يوم. ووقعت مواجهات بين الإخوان المسلمين ومناوئيهم. وفي ظل احتقان الأجواء السياسية في البلاد أعلن نادي القضاة رفضه لقرار الرئيس محمد مرسي بإقالة النائب العام عبد المجيد محمود، وتعيينه سفيرا لدى الفاتيكان غداة قرار محكمة جنايات القاهرة ببراءة جميع المتهمين في قضية «موقعة الجمل». وقال المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، في مؤتمر صحافي عقده في ساعة متأخرة البارحة الأولى إن «محمود لم يتقدم باستقالته». وأضاف نقول للذين يريدون أن يعودوا للوراء، ويحلموا لمصر أن تحكم بشريعة الغاب إن مصر دولة مركزية رائدة فى مجال سيادة القانون، واستقلال القضاء. وشدد على تضامن كافة القضاة مع القاضي المقال، وتمسكهم ببقائه في منصبه. واحتشد آلاف من المواطنين المصريين المنتمين إلى مختلف التيارات السياسية والفكرية والحركات والائتلافات في ميدان التحرير وسط القاهرة، للمشاركة في فعاليات مظاهرة مليونية «جمعة الحساب» لمواجهة الرئيس مرسي بحجم الإنجازات التي وعد بتحقيقها بعد 100 يوم من توليه الرئاسة، والمقارنة بين تلك الوعود وبين ما تم تحقيقه منها على أرض الواقع. كما يطالب المتظاهرون بمعاقبة قتلة متظاهري ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 ، وإعادة فتح التحقيقات مجددا في قضايا قتل المتظاهرين في جميع المحافظات، وإبعاد الفاسدين عن مراكز صناعة القرار، وعن الجهات التنفيذية في الدولة، وحل الجمعية التأسيسية التي تضطلع حاليا بإعداد مشروع دستور جديد للبلاد، وتحديد حدين أدنى وأقصى للأجور. وحطم شباب من جماعة الإخوان المسلمين منصة كبيرة نصبها متظاهرون آخرون في ميدان التحرير في القاهرة، وطردوا عددا كبيرا من المتظاهرين خارج الميدان بعد أن طالب القائمون على المنصة عبر مكبرات الصوت، بضرورة محاسبة الرئيس مرسي على ما قام به بعد مرور مائة يوم على توليه رئاسة الدولة رسميا. ووقعت مواجهات بين الجانبين الذين تبادلا الرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة في ميدان التحرير، وشارع محمد محمود الذي فر إليه النشطاء المعارضون للحكومة لكن شباب الإخوان أمسكوا بعدد منهم وأوسعوهم ضربا. كما توافد آلاف المتظاهرين إلى الميادين الرئيسية بعدد من المحافظات أبرزها الإسكندرية حيث احتشد عدد كبير من المتظاهرين في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية للمشاركة في فعاليات التظاهرة. وفرضت عناصر الشرطة أطواقا أمنية حول مناطق عديدة في الإسكندرية خاصة محيط مسجد سيدي جابر حيث أدى الرئيس مرسي صلاة الجمعة، وحول قيادة المنطقة الشمالية العسكرية ومديرية الأمن ومبنى المحافظة.