طالب عدد من المبتكرين السعوديين بتسهيل تسجيل براءات الاختراع وتوفير الدعم اللازم لهم وتبني أفكارهم وابتكاراتهم وتحويلها إلى أجهزة صناعية تثري اقتصاد وتنمية الوطن. وأكدوا ل «عكاظ» ضرورة إطلاق برنامج متكامل للمخترعين بشراكة فاعلة من المؤسسات الحكومية، لدعم ابتكاراتهم، مشيرين إلى أنهم يبتكرون إنجازات خلاقة تسهم في دعم اقتصاد الوطن. تسهيل تسجيل البراءات عبدالرحمن البقمي شاب موهوب ومخترع قدم أربعة طلبات لتسجيل براءات اختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تتمحور حول خدمة المجتمع في مجالي الحج والأمن والسلامة وغيرهما، يقول «أول طلب لتسجيل براءة اختراع قدمته قبل سنتين ولم يصلني الرد حتى الآن»، مشيراً إلى أن بعض الإجراءات تتسم بالتعقيد والتأخير في البت في تلبية طلبات براءات الاختراع، مطالباً بضرورة تسهيلها وتأمين دعم مالي ومعنوي للمخترع، كأن يحصل من يسجل رقماً معيناً من الابتكارات على وسام الاستحقاق ومكافأة مالية لتشجيع الابتكار. وطالب البقمي بإعادة إصدار مجلة موهبة وتفعيل بوابتها الإلكترونية المتعلقة بالاستفسارات والتواصل مع المسؤولين، مطالباً بترسيخ مفهوم وثقافة الاختراع بين أفراد المجتمع خصوصاً في المدارس والملتقيات الثقافية. من جهته، يرى المبتكر المهندس يوسف السحار ضرورة إيجاد برنامج متكامل للمخترعين بشراكة فاعلة من المؤسسات الحكومية المختلفة، لتكون الفائدة عامة والجهود غير مبعثرة، وقال «لا بد من تقديم دعم أكبر وتسهيل طلبات الاختراع والاهتمام بهذه الفئة التي تعمل على دعم الإنتاج المعرفي بدرجة كبيرة». خشب صناعي وأضاف قدمت أكثر من 50 اختراعاً وابتكرت الخشب الصناعي السعودي بشراكة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، يعتمد على إعادة التدوير بشكل ملائم للبيئة لينتج خشباً اسفنجياً يوفر تكلفة الإنتاج والعمالة، مبيناً أنه صمم ابتكاره لينتج خشبا صناعيا بجودة عالية، مشيراً إلى أنه قدم أيضاً اختراعاً لإنتاج رخام صناعي يجري تركيبه على سطح معدني أو زجاجي أو خشبي بسلاسة دون أي مشكلة، وينتج من خلال خلط النفط والغاز عن طريق جهاز طرد مركزي. رابطة للمبدعين وأكد طالب الهندسة في جامعة أم القرى محمد الشهري ضرورة توفير النشاط اللاصفي على أكمل وجه ليستفيد منه المبدعون ويقدموا ابتكاراتهم في مكان يسمح لهم بممارسة إبداعهم بطريقة متكاملة، داعياً لتشكيل رابطة للمبدعين والمبتكرين يكون أعضاؤها من الطلاب فقط يتبادلون الزيارات والأنشطة في ملتقياتهم لمناقشة مقترحاتهم وتطويرها إضافة إلى تنويع مصادر التفكير. وفي السياق نفسه، أكد عضو جمعية المخترعين السعوديين نوح العتيبي، ضرورة توفير بيئة صحية وتقديم المساعدات والأخذ بيد المواهب الشابة، وقال «هناك بعض الصعوبات في استخراج براءات الاختراع بسبب الإجراءات الروتينية لكن مثل هذه المعوقات يتم تجاوزها بعد ذلك». مخصصات شهرية وطالب العتيبي بإيجاد حلول تجعل ابن الوطن لا يفكر في الهجرة، مع صرف مخصصات شهرية تحت الإشراف والمتابعة لكي يتمكن من إنجاز ما يريد والخروج عن الروتين والتعقيد الذي يساهم في إحباط المواهب والمبدعين. وأضاف عندما نشرت أحد اختراعاتي تلقيت اتصالات مرحبة وداعمة من خارج البلاد وأعتقد أنه لو لم نستثمر العقول المنتجة في مجتمعنا فإننا بكل تأكيد سنشهد هجرة مستمرة للعقول والأدمغة خارج البلاد، لافتاً إلى أنه أنجز ما يزيد على عشرة اختراعات مسجلة رسمياً كأجهزة فعالة لحماية المباني الحكومية والبنوك والشركات إضافة لساعة طبية تقدم معلومات متعددة عن كثير من وظائف الجسم. وأكد مدير المركز الإعلامي والمتحدث الرسمي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي، حتمية رعاية الابتكار والاختراع في ظل التنافسية الحادة في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، مشيراً إلى أن لدى الجامعة مركزا لرعاية الموهوبين، ومركزا لتنمية مهارات الطلاب والعديد من المراكز الراعية للموهبة والابتكار في مختلف القطاعات والكليات، تعمل على تقديم الدعم للطلاب والطالبات الذين لديهم حس إبداع علمي وبحثي، لافتاً إلى أن الجامعة خصصت جوائز قيمة للمخترعين من خلال برنامج الجوائز الذي تنظمه عمادة البحث العلمي، بالإضافة إلى برامج تعاونية وشراكات مع عدة جهات خارجية مثل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.