وقعت دولتا السودان وجنوب السودان أمس سلسلة اتفاقيات تعاون وأمن في ختام قمة ماراثونية تواصلت اجتماعاتها على مدى أربعة أيام. إذ وقع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير اتفاق تعاون وتصافحا في حفل أقيم في أديس أبابا، بينما وقع وزيرا دفاع الدولتين عبد الرحيم محمد حسين وجون كونغ نيون اتفاقا أمنيا يمهد الطريق أمام اقامة منطقة منزوعة السلاح على حدودهما. ويسمح الاتفاق الامني لجنوب السودان باستئناف نقل انتاجه النفطي «350 الف برميل يوميا» للتصدير عبر أنبوب يمر بأراضي السودان بعد أن توقف منذ يناير الماضي بسبب خلاف على رسوم مروره. لكن الدولتين لم تتفقا على المسائل الحساسة المتعلقة بوضع منطقة ابيي المتنازع عليها وترسيم حدودهما المشتركة. واعتبر كير هذه الاتفاقيات نهاية نزاع طويل بين البلدين. وقال اليوم هو يوم عظيم في تاريخ منطقتنا ودولتينا. وشكر البشير على تعاونه طوال فترة المفاوضات. لكنه تابع قائلا لسوء الحظ لم نتمكن من الاتفاق حول وضع منطقة ابيي. وللاسف ان اخي البشير وحكومته رفضا بالكامل اقتراح الاتحاد الافريقي حول هذا الموضوع، مؤكدا انه كان مستعدا من جانبه للقبول به. ولم يرد البشير الذي اعتلى المنصة بعد كير، مباشرة الا أنه تعهد بمواصلة السعي لايجاد حلول، بنفس الذهنية، للمسائل التي لم تحل ولا تزال عالقة . ووصف كير بأنه شريك في السلام قائلا إن فرصة تاريخية سنحت عبر توقيع هذه الاتفاقيات. ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما باتفاق السودان وجنوب السودان، قائلا في بيان إن زعيمي الدولتين اتخذا خطوة هامة أخرى لتجنب السير في طريق النزاع والاتجاه صوب مستقبل يمكن أن يعيش فيه مواطنيهما في كرامة وامن ورفاهية. ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاتفاقيات التي توصلت اليها الخرطوم وجوبا بأنها خطوة مهمة نحو تحقيق هدف حل جميع النزاعات العالقة بين البلدين واقامة علاقة بناءة بينهما. واضاف ما تزال هناك حاجة للقيام بالكثير من العمل من أجل تنفيذ الاتفاقيات، ومن المهم بالقدر نفسه الحفاظ على الجهود الرامية للتوصل إلى حل متفق عليه بشأن منطقة أبيي والقضايا العالقة الأخرى.