مارلين توينينغا مراسلة صحفية جندت نفسها لتكون (مراسلة سلام) في مقابل ما يقوم به زملاؤها الصحفيون (مراسلو الحرب)، فقامت بزيارة عشرين بلدا تشتعل فيها الحروب وتنهض داخلها حركات نسائية تطالب بالسلام وإطفاء نار الحرب داخل بلدانهن وخارجها، مثل: كمبوديا، راوندا، إسرائيل، وأمريكا اللاتينية، وغيرها، وخلال تلك الزيارات سجلت توينينغا مشاهداتها في كتاب يصف نشاط النساء المتقد من أجل إيقاف القتل وسفك الدم في بلدانهن أو في العالم. عنوان الكتاب (نساء ضد الحروب)، وفيه تروي المؤلفة مواقف النساء الصامدات بشجاعة في وجوه السياسيين وأصحاب الأطماع الذين تنافي رغباتهم وأهدافهم ما تطمح إليه النساء من إقرار السلام وإنهاء العنف. تقول توينينغا، معلقة على إحدى الحركات النسائية العالمية لدعم السلام: «في إحدى الليالي رقصت في الشارع مع الكولومبيات تحديا لعناصر المليشيات المسلحة الذين يزرعون الرعب في الحي. وفي قاعة للمؤتمرات رقصت مع الأفغانيات احتفالا بإعلان شرعنة حقوقهن. وتحت الخيمة رقصت مع الليبيريات والغينيات والسراليونيات دعما لتصميمهن على تنظيم لقاء بين رؤساء بلدانهن الثلاثة (...)، إلا أن العنف كان يعود لينشب براثنه حالما نجلس أو نستيقظ في اليوم التالي». وحسب وصف توينينغا للحركات النسائية، هي ليست حركات سلبية تكتفي بإدانة العنف أو رفضه أو شجبه، كما يفعل كثيرون، وإنما هي حركات تعمل على اتقاء العنف وتحويل مساره ومقاومته، حيث تركز أنشطتها في مقاومة «تسليع النساء واستغلالهن في كمبوديا والفلبين وبوروندي»، وفي المغرب والسلفادور وغواتيمالا تركز على العمل على ترسيخ احترام حقوق الإنسان والحفاظ على كرامته، وفي إسرائيل وفلسطين وكولومبيا وروسيا تركز على إنهاء الحرب، وفي السودان وأفغانستان ورواندا تركز على المحافظة على سلامة البلاد وإعادة إعمارها. وتعلق توينينغا، في مقدمة كتابها، على بروز هذه الحركات في الأوساط النسائية بقولها: «لعل النساء على أغلب الظن، من الناحية البيولوجية لسن أكثر نزوعا من الرجال نحو السلام والرقة، لكنهن (صرن) كذلك ربما بسبب واقع حياتهن (وهذا هو انطباعي في ختام تلك الجولة القصيرة حول العالم)، أما الفرضية التي بوسعنا استشفافها فهي أن تجربة النساء منذ القدم في إنجاب الأطفال ورعايتهم وتأمين الغذاء لهم وتوفير ذلك للرجال أيضا، أي باختصار تجربتهن في الاهتمام بالآخرين قد أعدتهن إعدادا أفضل من شركاء حياتهن لإرساء قيم وممارسات من شأنها استيعاب الموجة الهائلة من العنف الذاتي التدمير، الذي يهدد باجتياح كوكبنا». إن هذه الحركات العملية نحو إقرار السلام وصد العنف في أوساط النساء هي مؤشر على وعي جديد لدى النساء بما يملكنه من القوة والقدرة على التأثير، لقد نجحت النساء كما تقول الكاتبة في «لي عنق أسطورة الأنثى بمعناها التقليدي». الكتاب يستحق القراءة، فهو ينقلك إلى عوالم ومجتمعات فيها «ثمة نساء من كل القارات، مختلفات للغاية إنما متضامنات، قد أفلتن من نظرات الرجال ومعاييرهم (...)، إنهن نساء مجهولات الهوية عاديات (لكنهن) مميزات». فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة