انتظمت السبت الماضي الدراسة بمدارس المسار المصري التي وافقت على إنشائها وزارة التربية والتعليم في المملكة (ولأول مرة) كميزة خاصة لأبناء الجالية المصرية المقيمين فيها، تأكيدا على المكانة الخاصة التي يتمتع بها أبناء الجالية المصرية لدى المملكة حكومة وشعبا. وشهدت بعض المدارس التي وقع عليها الاختيار من قبل وزارة التربية والتعليم في المملكة إقبالا يمكن وصفه بالمتواضع بنسبة 15% وذلك على غير المتوقع، فيما شهدت مدارس في مناطق أخرى إقبالا ملحوظا وصل إلى 75% وأرجع أحد المشرفين على إحدى هذه المدارس ضعف الإقبال إلى قلة الدعاية والتأخر في اتخاذ قرار بدء الدراسة، وأرجع مدير إحدى المدارس أسباب التدني في أعداد المتقدمين إلى كون هذه التجربة جديدة من نوعها وتطبق لأول مره في المملكة متوقعاً زيادة الإقبال بشكل ملحوظ في المستقبل القريب، خاصة أن المدرسين القائمين على التدريس في هذه المدارس من المصريين ولا يتم قبولهم إلا بعد اجتياز الاختبارات التي تقرها اللجنة المسؤولة عن اختيارهم ، كما قامت إدارات المدارس بطلب الكتب الدراسية للمناهج المصرية لجميع الصفوف من وزارة التربية والتعليم المصرية والتي عملت على تلبية طلبهم بأسرع وقت ممكن، والآن أصبحت مدارس المسار المصري في أتم جاهزية لاستقبال طلابها. ويقول هيثم حماد أحد أولياء الأمور أن من أسباب إعراضهم عن إلحاق أبنائهم بهذه المدارس يتمثل في ارتفاع رسوم الالتحاق بها إذا ما قورنت بغيرها من المدارس، كما أنه يمكن دفع هذه الرسوم مقابل إلحاق أبنائهم بمدارس اللغات الأجنبية ويتساءلون عن المزايا التي سيحصل عليها أبناؤهم عند التحاقهم بهذه المدارس، وأيده في هذا الرأي الدكتور مصطفى السعودي والذي أضاف أن البعد الجغرافي وعدم توفير وسائل لنقل الطلبة إلى مدارسهم يعتبر أيضاً من أهم المشاكل التى تواجههم، أما زين خفاجي فقد قال أنه لم يسمع من قبل بمدارس المسار المصري التي بدأت الدراسة بها هذا العام مؤكداً على ضعف الدعاية التي قامت بها هذه المدارس وعدم معرفة معظم أبناء الجالية بها. الجدير بالذكر أن رسوم الالتحاق بمدارس المسار المصري تتراوح ما بين (8-13) ألف ريال حسب المرحلة الدراسية وتختلف من مدرسة إلى أخرى . وفي هذا السياق يقول الدكتور(عمرو عمران) الملحق الثقافي لجمهورية مصر العربية في جده أن الإقبال على هذه المدارس يعتبر جيد، والفكرة مازالت في طور التجربة متوقعا أن تشهد هذه المدارس إقبالا ملحوظا في المرحلة المقبلة. أما بالنسبة للرسوم فيقول أن أنها (معقولة) إذا ما قورنت بحجم الخدمات التي ستقدمها هذه المدارس.. فقد تم النص في القرار الصادر بالموافقة على تدريس المنهج المصري بالمملكة “أن تكون المدارس المخصصة لهذا الغرض من الفئة الأولى والثانية وأن تخضع لاشتراطات التعليم الأهلي والأجنبي بالمملكة" مما يضمن أعلى مستويات الجودة التعليمية ، كما أنه تم فتح قنوات اتصال مع إدارات المدارس السعودية للعمل على تخفيض هذه الرسوم إلى أقصى حد ممكن. كما أكد “ عمران" أنه تم التأكد من جاهزية المدارس لاستقبال الطلاب من أبناء الجالية.. قائلاً أن الفكرة في حد ذاتها تعمل على تحقيق الاندماج الفكري والثقافي بين أبناء الشعبين الشقيقين ، ولها من الإيجابيات الكثير مما يفوق ما قد يشوبها من سلبيات. أما بالنسبة لبعض الطلاب الذين قد تمنعهم ظروف اضطرارية من الالتحاق بمدارس المسار المصري فبإمكانهم دراسة المنهج المصري من منازلهم والتقدم للامتحانات بمقر القنصليات المصرية، وأضاف أن التحاق عدد كبير من أبناء الجالية المصرية بهذه المدارس سوف يساعد على تقليص عدد المتقدمين للاختبارات بمقر القنصلية مما يساعد على تأدية الاختبارات بأريحية أكبر.