من يتدبر القرآن الكريم يجد أن العليم الخبير بنفوس عباده يلفت النظر إلى قضايا اجتماعية تحتاج إلى التربية الإيمانية والخوف من الله فنبه إلى سوء الظن لأنه إثم، ونبه إلى قذف المحصنات الغافلات وأنه جريمة عليها عقوبة، ونبه إلى الغيبة وأنها تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، ونبه إلى السخرية ونص فيها على كل جنس على حدة (ولا نساء من نساء عسى أن يكن خير منهن) وكذا اللمز والغمز والنميمة وجميع تلك الامراض الاجتماعية تفتك بالمجتمع وتوغل الصدور وتنعش سوق الإشاعة وتحرك «التويتر» وتمده بالافتراء وتغذية بالكذب، والافتراء إفك مبين ولم يسلم مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم ولابيت النبوة ممن افترى وكاد ووقع في الإفك المبين حتى إن بعض الصحابة ممن يشهد لهم بالخيرية أوقعهم سادة الإفك في حبائل الحديث افتراء على أم المؤمنين زوجة سيد المرسلين المبرأة الطاهرة، لذلك نبه الله إلى قاعدة ذهبية في موضوعها لكي تتنبه الأمة كلها إلى أي عمل يشبه ذلك في قوله تعالى: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا سبحانك هذا بهتان عظيم) ولاحظ النص المؤمنون والمؤمنات لأن الافتراء والافك سريع الانتشار في البيوت وبين الأسر ويمس المجتمع. إن ما أشيع عن جامعة الأميرة نورة من حديث عن الاختلاط وما دعا إليه البعض من تضخيم وتهويل لتغريب المجتمع سواء بحسن نية أو محاولة الفهم والتفاهم وهم قلة قليلة أو حماس شديد بدون عقل رشيد وهم الكثرة الكثيرة التي تمثل «مع الخيل ياشقرة» وهي الفئة التي لم تمتثل لقول الله تعالى (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) ناسين أو متناسين أن هناك ملائكة تسجل مايلفظونه من قول ومايكتبونه في التويتر من حروف وأن التثبت من كل شائعة، وقد يكون هناك من الأمور مايتصوره البعض أنه حراما ليس كذلك ويجب أن يقدر ذلك الجهة الرسمية في الدولة وهم هيئة كبار العلماء تحقيقا لقوله تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا). د. صالح عبدالعزيز الكريم