مقاهي جنوبجدة، مجاورة للنفايات وصهاريج الوقود، خدمات سيئة تقدمها لزبائنها وفق ضوابط يراها المرتادون متدنية، بالإضافة إلى غياب تطبيق الشروط الصحية على الوجبات الغذائية المقدمة في المطاعم. عمالة لا تلتزم بزي موحد، وغرف للإيجار حتى يستطيع الزبون تداول ما يريد في أجواء هادئة بعيدا عن صخب الزبائن. تحولت المقاهي الشعبية في العقدين الأخيرين بجنوبجدة إلى مواقع اجتماعية شاملة تؤمها شرائح مختلفة من جميع الفئات العمرية، بعد أن كانت حتى منتصف الثمانينيات الميلادية مقصد المسافرين وعابري السبيل، خاصة سائقي الشاحنات الذين كانوا يأتون إليها خلال رحلاتهم وتنقلاتهم للراحة. وتغير المشهد مؤخرا بشكل جذري وتنوعت قائمة الطلبات التي تقدمها تلك المقاهي بحيث شملت إضافة بعض الوجبات، وأنواع من العصائر والحلويات الشعبية «الكنافة والبسبوسة» بدءا من ال8 صباحا وحتى الثانية بعد منتصف الليل، إلا أن الوضع العام للمقاهي، كشف إهمالا واضحا في جانب النظافة لانتشار أكوام النفايات والإطارات وأعداد من السيارات الخربة، خاصة المنطقة المطلة على معارض السيارات في مخطط الجوهرة جنوبيجدة. «عكاظ» رصدت خلال جولتها آراء بعض المرتادين، وأكد سلمان الجهني، أنه يأتي يوميا إلى المقهى في العاشرة صباحا لتناول الإفطار وتدخين الشيشة، وفي فترة المساء يرتاد المقاهي بين حين وآخر حسب أوقات الفراغ. وقال: «مؤخرا قام صاحب المقهى باستحداث جلسات خاصة تتراوح أسعارها بين ال500 ريال للإيجار اليومي وال1500ريال للشهري واستأجرت مع بعض الزملاء إحدى الجلسات بالإيجار الشهري للاجتماع وتبادل الأحاديث وتناول بعض الوجبات الخفيفة واحتساء الشاي والقهوة ولعب البلوت»، مشيرا إلى أن كثرة الزبائن والضوضاء، أمر دفعهم للاستئجار. مجاورة النفايات من جهته بين حسن الزبيدي، أن الوضع الصحي في مقاهي المعارض سيئ، بسبب انتشار النفايات بكميات كبيرة في الأراضي الفضاء المجاورة لها، مرجعا السبب إلى انعدام الجولات الرقابية للبلدية كون تلك المقاهي تقع في منطقة جبلية معزولة، مؤكدا أن المنطقة بشكل عام تتواجد فيها أعداد من السيارات الخربة والإطارات التالفة، كما تعاني المنطقة من وجود عدد من العمالة المجهولة التي تتخذ من المرتفعات والجبال مواقع للاختباء. وأضاف: «وتشهد المنطقة المجاورة للمقاهي وقوف صهاريج الوقود الفارغة، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة في حال نشوب حريق في النفايات والإطارات، وإذا ما امتدت إليها ستكون النتائج وخيمة»، مطالبا بتكثيف الجولات الرقابية وتطبيق الأنظمة بحق المقاهي المخالفة، خاصة التي تقوم برمي المخلفات في الأراضي الخالية. غياب النظافة من جانبه أشار تركي القحطاني، إلى أن المقاهي بلا استثناء تشهد إقبالا كبيرا من جميع الشرائح العمرية، وبالرغم من الأعداد الهائلة التي تأتي، إلا أن معظم المقاهي تفتقر بشكل كبير لجانب النظافة تحديدا في دورات المياه و الجلسات التي تعاني من قدم الفرش وتهالك بعض الأثاث نتيجة سقوط بعض القطع من الجمر أثناء تدخين الزبائن للشيشة. وينوه القحطاني إلى أن ملاك المقاهي يحصلون على عوائد مادية جيدة من الدخل اليومي، مشيرا إلى عدم حرصهم على إجراء الصيانة اللازمة للجلسات ودورات المياه، كما أن العمالة التي تقوم بالخدمة وتقديم الطلبات في المقاهي معظمهم من إحدى الجنسيات العربية ولا يلتزمون بالنظافة العامة، ويتعمدون إلقاء النفايات بكميات كبيرة في المواقع القريبة الخالية من المقهى في حال امتلاء الحاويات، إضافة لأداء العمل بملابسهم العادية في حين أن الاشتراطات البلدية تشدد على جانب النظافة وارتداء العاملين زيا موحدا نظيفا، مطالبا الجهات الرقابية في الأمانة والجوازات والشرطة، تخصيص جولات مسائية مفاجئة على جميع المقاهي الواقعة بجوار مخطط الجوهرة للوقوف على السلبيات التي تعاني منها، لافتا إلى أن بعض المقاهي تقوم بتشغيل المجهولين لانخفاض أجورهم وتتيح المجال للباعة المتجولين لتسويق البضائع المقلدة والرديئة. صحة الزبائن في المقابل يرى سعيد الخزمري أن أغلب العمالة التي تقوم بخدمة الزبائن لا تمتلك كروتا صحية، الأمر الذي قد يؤثر على سلامة الزبائن وصحتهم كما أن بعض المطاعم والبوفيهات التي تقدم الأطعمة للزبائن ليست مملوكة لصاحب المقهى وتدار بأيدي العمالة الذين استأجروا من الملاك محلاتهم للاستفادة من الترخيص الخاص بالمقهى والعمل تحت الستار، مشيرا الى أن الأمر يحتاج تحركا سريعا حفاظا على صحة الزبائن، لافتا إلى أن جميع المقاهي بلا استثناء تشهد أعدادا كبيرة من الزبائن خصوصا فئة الشباب أيام العطل ويومي الخميس الجمعة وفي أيام المباريات في الدوري المحلي والمباريات الهامة في البطولات الأوروبية والعالمية. بدوره أوضح ل«عكاظ» مصدر في أمانة جدة، أن البلديات الفرعية والإدارة العامة للأسواق والرقابة التجارية تنفذ جولات متواصلة ومستمرة على المقاهي، وتعد تقارير دورية عن الجولات التفتيشية للتأكد من التزامها باللوائح النظامية والاشتراطات الصحية. وأكد المصدر تطبيق الأنظمة في المواقع المخالفة واتخاذ الإجراءات النظامية تجاههم بما يضمن عدم تكرار المخالفة، مبينا أن الأمانة خصصت الرقم 940 لتلقي بلاغات المواطنين وملاحظاتهم المتعلقة بالخدمات البلدية حيث يتم استقبال البلاغات على مدار الأربع وعشرين ساعة، وتحال لجهات الاختصاص في البلديات الفرعية ورقابة الأسواق والمواقع التجارية لاتخاذ اللازم بشأنها كما يتم التواصل هاتفيا مع المبلغ بعد معالجة الملاحظة لاحقا للتأكد من مستوى الخدمة المقدمة وما تم اتخاذه من إجراءات.